في إطار تسليط الضوء على وكالة بيت مال القدس، التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس، وعلى الادوار الطلائعية التي تقوم بها لصالح القدس وأبناءها، ودورها في الحفاظ على التراث الديني والحضاري لمدينة القدسالمحتلة، وخاصة في ظل التهويد المستمر من قبل الاحتلال الاسرائيلي، اجرى مراسلنا بالضفة الغربية صبحي ابو زيد حوارا مع كبير المفاوضين الفلسطينيين السيد صائب عريقات، وذلك لتسليط الضوء على ما تقوم به الوكالة في هذا الصدد وما يضطلع به المغرب ملكا وحكومة وشعبا من ادوار وجهود لصالح القدس خاصة والقضية الفلسطينية عامة..
ويأتي هذا الحوار بعد التصريحات غير المسؤولة لعضو مجلس الشعب المصري عصام العريان، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة المصري الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين، والذي اتّهم المغرب بالتقصير في حق القضية الفلسطينية ودعم المسجد الأقصي، من خلال هجومه على بيت مال القدس ولجنة المدينة المقدسة، التي يرأسها المغرب في شخص جلاله الملك، حيث اورد في تصريحاته ان اللجنة لم تقدم شيئا للقضية الفلسطينية "رغم رئاسة ملك المغرب محمد السادس لهذه اللجنة."
وكالة بيت مال القدس تأسست عام 1998 م بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يترأس لجنة القدس آنذاك المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي، باعتبارها مؤسسة هادفة غير ربحية تدعم صمود الشعب الفلسطيني وأهالي القدس الشريف في كافة المجالات كالتعليم والصحة والإسكان للحفاظ على التراث الديني والحضاري لمدينة القدسالمحتلة وخاصة في ظل التهويد المستمر من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
فاستلم بعد ذلك رئاسة الوكالة جلالة الملك "محمد السادس" لتكملة الدور الوطني لوالده المرحوم الملك "الحسن الثاني" في الإشراف على الوكالة ودعمها مالياً وإدارياً، والتي تعتبر من الأعمدة الرئيسية في دعم صمود أهلنا في المدينة المقدسة وذلك ببناء المدارس والمستشفيات والمخابز وبناء المنازل وترميمها حتى يستمر الوجود الإسلامي والعربي في القدس الشريف.
فوكالة بيت مال القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس تعتبر المؤسسة العربية الإسلامية الرائدة في الحفاظ على عروبة وإسلامية مدينة القدس الشريف، بدعمها ودعم أهلها والوقوف معهم في أحلك الظروف وهذا ما هو معروف عن المملكة المغربية وشعبها التي توارثوها اباً عن جد لدعم القضية الفلسطينية منذ عقود.
وفي هذا الصدد أكّد صائب عريقات، في حواره مع تليكسبريس، "على أهمية ودور المغرب الشقيق بقيادة جلالة الملك محمد السادس في مدينة القدس بشكل خاص وبخصوص القضية الفلسطينية بشكل عام، وذلك لما له من تأثير إقليمي وقاري ودولي معروف للجميع".
وأضاف عريقات "نحن نقدّر ونثمّن عالياً دور المغرب الشقيق ملكاً وحكومةً وشعباً للجهود المبذولة من جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية، وخاصة وكالة بيت مال القدس التي تساعد المقدسيين بالثبات والصمود على الارض في بناء المدارس والمخابز والمستشفيات ومشاريع لا تُعد ولا تُحصى في ظل الاعتداء الاسرائيلي المستمر في تهويد القدس وشطب المعالم الاسلامية عن المدينة".
كما شجب عريقات واستنكر بقوة تصريحات بعض الاطراف التي تحاول التقليل من دور المغرب، من خلال رئاسة وكالة بيت مال القدس، وخاصة تصريحات عضو مجلس الشعب عصام العريان، التي اعتبرها "نكران للجميل ويجب علينا أن لا نلتفت لتلك التصريحات" التي اعتبرها "لا تصب في مصلحة احد ولا تخدم سوى الاحتلال الاسرائيلي."
وشدد عريقات على أنه "لا يمكننا أن نقبل انتقادات غير مقبولة في حق هذه اللجنة، التي نعرفها من خلال انخراطها لفائدة قضية ندافع عنها" مشيرا الى ان مثل هذا الظلم "لا يمكن إلا رفضه من حيث المبدأ".
وقال عريقات "باسم السيد الرئيس وباسم الشعب الفلسطيني نعبر عن شكرنا وامتناننا لجلالة الملك وشعبه على ما يقدمه للشعب وللقضية الفلسطينية بكافة المحافل الدولية وعلى ما يقدمه المغرب للقدس والمقدسيين عن طريق وكالة بيت مال القدس وإننا ممنونون لجلالة الملك."
وأكّد عريقات في نهاية حديثة "لتلكسبرس" بأن "دعم القضية الفلسطينية تعتبر من الثوابت الوطنية والدينية والسياسية للمغرب ملكاً وشعباً وأن كل ما يُصرّح به من تصريحات لا تعبر عن رأينا كفلسطينيين ونحن نعلم جيداً من يخدم ويقف بجانب القضية الفلسطينية ومن لا يقف بجانبنا، وأختتم حديثي معكم بالشكر الجزيل للمغرب ملكاً وحكومةً وشعباً ونتمنى كافة الدول العربية أن تقف وقفة العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس مع فلسطين".