أكد المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على أن المؤتمر المقبل للحزب "يجب أن يكون محطة لترصيد ومراكمة المكتسبات والعمل على تطويرها من أجل أن يتبوأ المكانة التي يستحقها، والتي نطمح أن تجعله يحتل ريادة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ". واعتبر أعضاء وعضوات المكتب، في بلاغ تمت تلاوته خلال ندوة صحفية عقدها اليوم الثلاثاء بالرباط، ونشرته وكالة المغرب العربي للانباء مساء اليوم، أن " كل الدعوات التي تنادي بالقطيعة مع ما تم إنجازه تفتقد للجدية وتقع على النقيض من مصلحة الاتحاد الاشتراكي في هذه المرحلة ". وأضافوا أن التحديات المطروحة على الحزب تجعل تطوير الأداة الحزبية "مرتبطا بالاستمرارية على قاعدة التراكم الإيجابي، لا على القطائع التنظيمية والسياسية والتصورية غير المنتجة ". وأشادوا بما تحقق على المستويات التنظيمية والسياسية والانتخابية والترافعية، وبسيادة علاقات بينية بين عضوات وأعضاء مختلف الأجهزة الحزبية، وعلاقة هؤلاء العضوات والأعضاء بمؤسسة الكتابة الأولى، وشخص الكاتب الأول، وهي العلاقات المطبوعة بالاحترام المتبادل، وانسيابية التواصل، والتواضع النبيل، وتدبير الاختلاف بما يسمح له أن يكون منتجا، مما أحدث نوعا من الدينامية في مختلف مفاصل وهياكل وأجهزة الحزب، وهي الدينامية التي تمت ترجمتها انتخابيا بتقدم في النتائج بنسبة 70 في المائة. كما ثمنوا " التطورات التنظيمية التي تواترت في مرحلة تولي الكاتب الأول الحالي مسؤولية الكتابة الأولى للحزب، والمتسمة بالتوسع التنظيمي، وفتح فروع جديدة، وتفعيل آليات المصالحة الداخلية، وإطلاق ديناميات في مختلف الأجهزة الحزبية والمنظمات الموازية". وأعربوا، أيضا، عن اعتزازهم، بكل مناضلات ومناضلي الحزب في المواقع القيادية والقاعدية الذين ساهموا خلال الخمس سنوات الأخيرة في هذا " الانبعاث الاتحادي " الذي ترجم "توسعا تنظيميا ونجاحا انتخابيا " مؤكدين أن تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة يقتضي أخلاقيا أن يكون الترشح لعضوية أي جهاز حزبي مرتبط باحترام الحزب ومؤسساته ومناضلاته ومناضليه ، وأساسا بتفعيل مسؤولية العضوية الحزبية التي تقتضي العمل داخل مؤسسات وأجهزة الحزب، " فليست ثمة حقوق في أي مجال مفصولة عن أداء الواجبات ". ورفض أعضاء وعضوات المكتب السياسي كل التهجمات والحملات الممنهجة ضد الحزب وكاتبه الأول وقيادييه ومنتخبيه ومناضليه، وهي تهجمات " ابتدأت قبل الانتخابات في مسعى لإضعاف الحزب، وازدادت حدتها بمناسبة اقتراب المؤتمر الحادي عشر للحزب، ونعتبر أن احترام كل الآراء والمواقف يجب أن يسود العلاقات البينية الاتحادية، ولكن نعتبر كذلك أن ممارسة النقد والاختلاف يجب أن تكون داخل المؤسسة الحزبية، وأن تكون الكلمة الأخيرة للاتحاديات والاتحاديين من داخل مؤسساتهم ". واعتبر المكتب أن قيادة الحزب ستقدم حصيلتها وتعرضها للنقد والمحاسبة أمام المؤتمر المقبل. كما أن أخلاق المسؤولية، يضيف البلاغ، " تفرض علينا التحلي بالروح الجماعية للدفاع عن المرحلة والترافع عن حصيلتها مما يخول لنا سياسيا تقديم مرشح للقيادة المقبلة للاستجابة للنداء الداخلي الملح الذي عبرت عنه مؤسسات الحزب ومناضليه ومناضلاته ترصيدا لما تم بناؤه تنظيميا وسياسيا ". وخلصوا إلى أن التعبير العملي لذلك هو أن يتجاوب الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر " مع طلبات التنظيمات والمناضلات والمناضلين ونحن ضمنهم، بتقديم ترشيحه لتحمل المسؤولية مجددا لقيادة هذا الطموح الجماعي ". غير ان ادريس لشكر الذي وظف هذه الإمكانيات بهدف البقاء على راس الحزب لولاية ثالثة، نسي ان هناك معارضة قوية لعهدته الثالثة من قبل قيادات اتحادية تتهمه بإضعاف الحزب وتشتته..