لم يفهم الكثيرون لماذا قال مصطفى سيدي البشير (وزير "داخلية" البوليساريو سابقا "ووزيرها لما يسمى بالأراضي المحتلة والجالية" حاليا) في لقائه مع مجموعة من الصحراويين بباريس " إنني اكره الجزائريين، ونحن نعرف المغاربة الذين هم أقرب إلينا .. وأجدادنا كانوا مرتبطين بالمغرب" .. الحقيقة هي أن مصطفى سيدي البشير هو شقيق الوالي مصطفى السيد مؤسس حركة البوليساريو وأول أمين عام لها، وقد غدر به نظام بومدين وصفاه خلال هجوم مدبر على موريتاني دفع للمشاركة فيه دفعا، وذلك بسبب انه قرر فتح مفاوضات مع السلطات المغربية من اجل ترتيب عودته واللاجئين الصحراويين إلى بلادهم ووقف تمردهم الانفصالي، وأظن هذا الاعتبار وحده كسبب لكراهية الرجل للنظام الجزائري. كان مؤسس البوليساريو أي الوالي مصطفى السيد قد تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والجامعي رفقة شباب صحراويين آخرين في كل من طانطانومراكش والرباط وتعلم ابجديات السياسة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لكن القمع ومطاردة هؤلاء الشباب الصحراويين الذين كانوا يتحركون من اجل استعادة الصحراء إلى الوطن الأم، من طرف زبانية أوفقير، دفعهم إلى الفرار إلى خارج ارض الوطن، من حيث تلقفهم بومدين والقذافي ليصنعا منهم قيادة لحركة انفصالية معادية للمغرب وجمهورية وهمية. بالنسبة للبشير مصطفى السيد الذي كان يرأس وفدا للبوليساريو سبق أن استقبل من طرف الملك الحسن الثاني وحتى أجرى مباحثات مع ولي العهد الأمير سيدي محمد سنة 1989 بكل من مراكش والرباط لم تسفر حينها عن أية نتيجة، ربما يريد تدارك الفرصة الضائعة التي سبق أن أتيحت له من أجل العودة إلى المغرب بموجب النداء الذي كان قد اطلقه الملك الراحل على شكل شعار "إن الوطن غفور رحيم". وعلى كل حال فانه يفترض في الرجل أن يتجنب العودة إلى الجزائر بعد التصريحات المعادية لنظام الجنرالات التي أطلقها من باريس، لأنه لو فعل، فانه سيلقى في اغلب الظن نفس المصير الذي لقيه شقيقه سنة 1976 .. وما أشبه اليوم بالبارحة في علاقة نظام الجنرالات مع الصحراويين المغاربة !!..