بعد يومين من بيان الرئاسة الجزائرية، الذي اتهم فيه المغرب بقتل ثلاثة سائقين جزائريين بقصف في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، قالت تقارير إعلامية إن الجزائر سلمت معدات عسكرية لجبهة البوليساريو الارهابية. وقالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، نسبة إلى مصادر وصفتها بالمطلعة، إن المعدات العسكرية شملت مركبات حربية. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الجزائر يمكن أن تستخدم جبهة البوليساريو لتنفيذ "أعمال انتقامية" ضد المغرب بعد حادث مقتل الجزائريين. واستخدام الجزائر للبوليساريو للانتقام من المغرب يبقى أمرا واردا بحسب المحلل السياسي المغربي، تاج الدين الحسيني. ويقول الحسيني في حديث لموقع قناة الحرة إن "الجزائر قد تبدأ الحرب عبر البوليساريو تم تستمر فيها كما حدث في حرب أمغالا 1976 بعد استرجاع المغرب للصحراء". وتقول صحيفة "لاراثون" إن الرباط قالت إنها لن تدخل في مواجهة عسكرية. وبحسب الصحيفة، كان من اللافت السرعة التي اتهمت بها الجزائر جارتها المغرب في التورط في قصف مواطنيها، الذين كانوا لأسباب غير معروفة، في منطقة محظورة على المدنيين والعسكريين لأنها تعتبر منطقة عازلة. وارتباطا بالتصعيد الأخير، تقول الصحيفة الإسبانية إن بعثة الأممالمتحدة "المينورسو" بدأت تحقيقا مستقلا لمعرفة تفاصيل حادث مقتل 3 جزائريين. وتنقل الصحيفة عن خبراء تحدثوا لها أنه لا يبدو أن الشاحنتين قصفتا بقنابل من طائرات بدون طيار. ويأتي الحديث عن تسليم الجزائر معدات عسكرية للبوليساريو بالتزامن مع تعيينات جديدة في قيادة الجبهة الارهابية، شملت أسماء توصف بأنها أكثر تشددا. وقال تاج الدين الحسيني لموقع قناة الحرة "أنا لا أميز بين الجزائر والبوليساريو لأن الأخيرة دمية في يد النظام الجزائري توظف كوسيلة لتطوير مشاريعه التوسعية". وادعت الجزائر منذ أيام إن ثلاثة من مواطنيها قتلوا في "قصف مغربي" استهدف شاحنات تقوم برحلات بين موريتانياوالجزائر، في حين أكد مصدر مغربي لفرانس برس أن "المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات". وفي محاولة للهروب إلى الأمام، راسلت الجزائر يوم الخميس المنصرم الأممالمتحدة ومنظمات أخرى بشأن الحادث، وفي هذه المراسلات الرسمية أبلغ البوق الديبلوماسي للعسكر الجزائري رمطان لعمامرة مسؤولي المنظمات الدولية ب"الخطورة الشديدة" لما سماه ب "عمل إرهاب الدولة" الذي نفذته القوات المغربية والذي "لا يمكن لأي ظرف من الظروف تبريره"، بحسب تعبيره، وهي ادعاءات غير مسنودة بأي دلائل ويبقى الغرض منها تهريب الازمات التي يتخبط فيها نظام العسكر والفشل الديبلوماسي الذي يحصده على مستوى ملف الصحراء المغربية، ما جعله يعيش عزلة قاتلة تنذر بانهياره وهو ما يتطلع إليه الشعب الجزائري وسائر الشعوب المغاربية التي أضحت رهينة مزاج وعقلية الكابرانات المتحجرة التي لاتزال تعيش أجواء الحرب الباردة وترغب في الزج بالمنطق في أتون حرب قد تعصف باستقرارها وأمنها...