دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، امس الثلاثاء، الأممالمتحدة إلى زيادة تمثيل الدول النامية وآرائها في الشؤون الدولية، كما تعهد بعدم بناء بلاده محطات حرارية تعمل بالفحم في الخارج لدعم جهود مكافحة التغير المناخي. وشدد شي جين بينغ، في كلمة عبر الفيديو خلال المناقشة العامة للدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة الاهتمام بالاحتياجات الخاصة للبلدان النامية، وقال إنه "من الممكن أن نستخدم وسائل مثل تعليق الديون ومساعدات التنمية لمساعدة البلدان النامية، ولا سيما الدول الضعيفة التي تواجه مصاعب استثنائية، مع التركيز على معالجة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية بين البلدان وداخل كل بلد على حدة". وأضاف أنه "يجب أن تكون الأممالمتحدة منصة مركزية تشترك من خلالها الدول في حماية الأمن العالمي، وتشاط ر إنجازات التنمية، ورسم مسار مستقبل العالم"، مقترحا "مبادرة التنمية العالمية" لتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو "المتوازن" و"المنسق" و"الشامل" في مواجهة الصدمات الشديدة لوباء "كوفيد-19". ودعا في هذا الصدد إلى تعزيز شراكات إنمائية عالمية أكثر "إنصافا" و"توازنا"، وإقامة تضافر أكبر بين عمليات التعاون الإنمائي متعددة الأطراف، وتسريع تنفيذ أجندة الأممالمتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وفي ما يتعلق بقضايا المناخ، أعلن الرئيس الصيني أن بلاده تعتزم عدم بناء مشروعات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج، وكذا تعزيز دعم الدول النامية الأخرى في تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون. وقال في هذا الصدد إن "الصين ستسعى جاهدة للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. وهذا يتطلب عملا شاقا هائلا، وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذه الأهداف". وبخصوص موضوع الوباء، جدد شي جين بينغ التأكيد على أن الصين ستوفر المزيد من اللقاحات المضادة كوفيد-19 للعالم، حيث ستسعى جاهدة لتوفير ملياري جرعة من اللقاحات للعالم بحلول نهاية هذا العام، مبرزا أنه بالإضافة إلى التبرع ب100 مليون دولار لمبادرة "كوفاكس"، ستتبرع الصين أيضا ب100 مليون جرعة إضافية من اللقاحات لدول نامية أخرى هذا العام. وقال "إننا بحاجة إلى تعزيز الاستجابة العالمية المنسقة لمرض كوفيد-19 وتقليل مخاطر انتقال الفيروس عبر الحدود إلى الحد الأدنى" وأكد أن الصين "ستواصل دعمها عملية تتبع أصل كوفيد-19 العالمية القائمة على العلم، والمشاركة فيها، وتعارض بشدة المناورات السياسية بأي شكل من الأشكال". من جانب آخر، اعتبر الرئيس الصيني أن "نجاح بلد ما لا يعني بالضرورة فشل بلد آخر، وإن العالم كبير بما يكفي لاستيعاب التنمية المشتركة والتقدم لجميع الدول"، مضيفا "إننا بحاجة إلى انتهاج الحوار بدلا من المواجهة والإقصاء، وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والإنصاف".