أكد الأستاذ الجامعي محمد السرغيني، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمة، بمناسبة الذكرى ال68 لثورة الملك والشعب، تضمن رؤية وتصورا للتعاطي مع جملة من القضايا الكبرى الراهنة التي تمس المملكة سواء منها الداخلية أو ذات البعد الخارجي. وأوضح الأستاذ الباحث في جامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك تطرق لانتخابات الثامن من شتنبر المقبل التي اعتبرها جلالته وسيلة لتكريس البناء الديمقراطي والوصول إلى مؤسسات بمستوى متقدم، وذلك بالنظر إلى أهمية توقيت إجرائها وتصور الانطلاقات الجديدة في أفق توصيات النموذج التنموي الجديد وكذلك الرؤية الجديدة للميثاق الوطني من أجل التنمية. وأضاف أن ذلك يجعل هذه الاستحقاقات وقفة تاريخية مع تأكيدها على عمق الممارسة السياسية ونضج البناء السياسي المغربي، فضلا عن أنها تحمل في طياتها جوابا على المخططات التي تستهدف البناء المستقبلي المستمر للمملكة على المستوى السياسي والاقتصادي. وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الخطاب الملكي ركز أيضا على قضية استهداف المغرب؛ الدولة العريقة التي تمتد لأكثر من 12 قرنا، مبرزا أن هذا الاستهداف، الذي جندت له كل الوسائل لتوريط المغرب في مشاكل وخلافات مع الدول، سببه الاستقرار والأمن اللذان تنعم بهما المملكة واللذان لا يقدران بثمن خاصة في ظل الظروف التي يعرفها العالم. وأكد أن خطاب جلالة الملك أشار أيضا إلى أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وأنه ماض في بناء علاقاته مع شركائه التقليديين والجدد، حسب المعادلات الجيو- استراتيجية الجديدة وبعقلية جديدة تقطع مع العقلية الكولونيالية البائدة. كما أبرز الخطاب الملكي، يضيف الأستاذ الباحث، أن المغرب قادر على تدبير مقدراته واستثمار موارده وطاقاته لصالح مواطنيه دون وصاية خارجية ودون إملاءات أو ضغوط توصيات وتقارير جاهزة ومتجاوزة من طرف منظمات ثابتة في عدائها للمغرب. وفي إطار العلاقات المغربية - الاسبانية، التي مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، أشار الأستاذ الجامعي إلى أن خطاب جلالة الملك ركز على مواصلة العمل من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات.