قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن مغاربة العالم "خزان خبرة" من شأنه الإسهام في تعزيز جهود تحقيق غايات التنمية. وأوضح بوصوف، الذي حل ضيفا اليوم الثلاثاء على الفقرة الصباحية لاذاعة الأخبار المغربية "ريم راديو" بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر، أن هذا اليوم الوطني الذي أقره صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2003 يشكل تعبيرا عن مدى الأهمية التي تحظى بها الجالية لدى جلالته . وأشار إلى أن هذا اليوم يوفر فضاء للتلاقي والاستماع لقضايا الجالية والاجابة على أسئلتها وانتظاراتها، ومرافقتها كي تمر إقامتها الصيفية في أحسن الظروف . وعلاقة بسياق الجائحة، أبرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن الجائحة حرمت العديد من مواطني المهجر من زيارة المغرب، إلا أن التعليمات السامية لصاحب الجلالة، والمتعلقة بتوفير أثمنة معقولة للسفر ، ساهمت في عودة المغاربة بكثافة إلى بلدهم الأصلي رغم المخاطر المرتبطة بكوفيد. وبخصوص جهود المجلس لدعم الجالية ، أبرز السيد بوصوف أن المجلس يعمل على تقديم توصيات للحكومة من أجل تنفيذ سياسات ناجعة في ما يتعلق بالجالية ، فضلا عن الاشتغال على التحسيس بخطورة الجائحة وضرورة احترام التدابير الاحترازية، سواء في الخارج أو على أرض الوطن، وكذا الاشتغال على الربط الثقافي. وأشار إلى أنه في ظل " غياب البعثات الدينية خلال السنتين الماضيتين طالبنا بتقديم الارشاد الديني عبر وسائل التواصل الاجتماعية" . كما تم الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالإدارة الرقمية لتعذر التنقل ، فضلا عن المطالبة باتخاذ الإجراءات التي تسمح لمغاربة العالم بالانخراط في العمل التضامني الذي دشنه المغرب سواء لعائلاتهم أو لصندوق كوفيد . وسجل أن تحويلات المغاربة، عكس توقعات المؤسسات المالية الدولية، عرفت ارتفاعا ب 5 في المائة سنة 2020 إلى 70 مليار درهم، وارتفعت ب48 في المائة خلال النصف الأول من هذه السنة، مما يدل على مدى ارتباط المغاربة بوطنهم وحرصهم على دعمه خاصة خلال فترة الأزمة . وفي المحور الخاص بالنموذج التنموي الجديد، شدد بوصوف على أن الجالية تساهم في التنمية الاقتصادية للوطن، وأن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي جعلت الجالية من بين الركائز الخمسة لتحقيق تنمية شاملة داخل المغرب، مبرزا أن هذه اللجنة نادت بالاستفادة من خزان الطاقات والكفاءات التي يتوفر عليها مغاربة العالم في مجموعة من التخصصات والمعارف. كما طالبت بخلق وكالة ثقافية لضمان الربط الثقافي بين الجالية والمغرب، لاسيما الأجيال الصاعدة. وأكد أن الحكومة القادمة يقع على عاتقها وضع سياسة عمومية مناسبة تأخذ بعين الاعتبار توصيات النموذج التنموي، ومضامين دستور 2011 . وفي هذا الصدد، لفت إلى أن عدة قطاعات ستستفيد من توظيف كفاءات مغاربة العالم، خاصة اقتصاد المعرفة والتكنولوجيات الحديثة، حيث يوجد المغاربة في بلدان متقدمة تكنولوجيا وراكموا الخبرة في هذا المجال، مسجلا أن المغرب في أمس الحاجة لهذه الكفاءات، لاسيما وأنه يحتل موقعا مهما في صناعات الطائرات والسيارات، وغيرها.