هناك بعض الأشخاص تسري في حروقهم دماء ليست كدماء باقي المغاربة، ويستهويهم الظهور الإعلامي والنفخ في شخوصهم الفارغة، لذا نراهم يتهافتون على إعطاء تصريحات لكل من هبّ ودب ولو تعلق الأمر بأبواق جنرالات الجزائر. أحد هذه الأسماء التي ابتلي المشهد السياسي والحقوقي بالمغرب، هو أحمد ويحمان، رئيس ما يسمى بالمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي جعل من القضية الفلسطينية أصلا تجاريا، ووهب نفسه "فداء" لها ضدا على مصالح الشعب المغربي، وأكثر من الفلسطينيين أنفسهم الذين لا يمر يوم واحد إلى وجلسوا مع الاسرائليين للتفاوض او العمل او التعاون او التفاهم حول الإعانات وحجم الضرائب التي يجب على إسرائيل ان تؤديها للسلطة الفلسطينية... ويحمان، المعروف بخرجاته الإعلامية التي تنم عن نفس مريضة تجاه كل ما هو مغربي، تكلف بالدفاع عن نظام العسكر الجزائري والرد على مقال رائع كتبه ادريس صبري، مدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء باديس بابا حول انهزام مزدوج لجنرالات الجزائر بعد قبول اسرائيل كعضو ملاحظ داخل الاتحاد الافريقي. وسارعت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، إلى نشر تفاهات ويحمان واعتبرتها نصرا مبينا، حيث جاء في قصاصة لبوق الجنرالات الإعلامي، اليوم الاثنين، أن رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان وصف، اليوم الاثنين، مقال رئيس مكتب وكالة المغرب العربي بأثيوبيا، والذي اعتبر فيه منح إسرائيل صفة مراقب لدى الاتحاد الافريقي "هزيمة دبلوماسية للجزائر "، ب"الفضيحة". وأكد ويحمان، حسب وكالة العسكر الرسمية، أن الشعب المغربي لن يقبل بهذه "السقطة المدوية" وأن ما كتبه مدير مكتب الوكالة الرسمية في اديس بابا "فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح، التي ميزت الدبلوماسية المغربية منذ وقوع النظام الرسمي في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني في 10 ديسمبر الماضي"! هكذا وبكل صفاقة ودناءة لا يرى ويحمان في ما حققته الدبلوماسية المغربية، سوى فضائح وهي تخاريف لا يرددها إلا الإعلام الرسمي الجزائري والذباب الالكتروني لنظام العسكر، ما يؤكد أن ويحمان لا يهمه لا المغرب ولا مصالح المغرب وهو مستعد للدفاع حتى عن الشيطان من اجل الظهور في الإعلام كمدافع عن القضية الفلسطينية، في وقت لا يفعل سوى الرفع من الشعارات الفارغة وترديد ما يقوله نظام الجنرالات لتوهيم الرأي العام الدولي بأنه يدافع عن الفلسطينيين، في الوقت الذي يعتبر فيه اكبر المنافقين والمستعدين للعصف بالقضية الفلسطينية في أول امتحان يحضر فيه المال والمصلحة الخاصة. إن كلام ويحمان يعرفه القاصي والداني، ولا نحتاج لوكالة الأنباء الرسمية الجزائرية حتى نطلع عليه، وإذا كان الإعلام الجزائري وأبواق العسكر قد اكتشفوا في ويحمان احد الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم لتصريف موقف الجنرالات ضد المغرب ومصالحه، فإن المغاربة قاطبة يعرفون من يكون ويحمان وأي نوع من الحطب يستعمله للتدفئة، وأن حديثه باسم الشعب المغربي لا يعدو أن يكون مجرد افتراء وكلام فارغ وحيلة لم تعد تنطلي على احد. لقد انتهى زمن الترويج للادعاءات والأكاذيب وأصبح الكل يعرف ما يجري ويدور من خلال الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي غزت العالم ولايزال نظام العسكري الجزائري ومعه ويحمان جوقته يعتقدون ان التاريخ توقف في عهد القطبية الثنائية معتقدين ان حقيقة القضية الفلسطينية كأصل تجاري لديهم، غير خافية على احد، إنهم أشبه بأهل الكهف في القرن 21.