وصف النقيب عبد الرحمان بنعمرو إسرائيل ب"الكيان المتنطّع الخارج عن الشرعية الدولية"، داعيا المغرب إلى إلغاء كافة أشكال التطبيع معها، والالتزام بالقرارات والتوصيات الصادرة عن القمم العربية السابقة، والتي تنصّ على حماية الشعب الفلسطيني، ومقاطعة إسرائيل، ودعم القضية الفلسطينية. وقال بنعمرو، في مداخلة له خلال الندوة الفكرية التي نظمها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مساء اليوم السبت بالرباط، إنّ على المغرب، دولة وليس شعبا، "لأنّ موقف الشعب المغربيّ من التطبيع واضح"، أن يلتزم باحترام ما تنصّ عليه التوصيات الصادرة عن القمم العربية، والتضامن من فلسطين سياسيا وأمنيا وعسكريا، والقَطْع مع جميع أشكال التطبيع، التي قال إنها تتمّ، وإن بشكل غير رسميّ. الأسباب المُوجبة لمقاطعة إسرائيل، يقول بنعمرو، لا تعدو أسباباً عاطفية أو إنسانية فحسب، بل لكون إسرائيل خُلقت من أجل تحقيق لخدمة الإستراتيجية الامبريالية، التي تخطّط لتفتيت الدول العربية، كما أنها ترتكب جرائم، سواء في حق الفلسطينيين أو العرب، تعاقب عليها القوانين الدولية. واستعرض النقيب بنعمرو جملة من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، في حق الفلسطينيين والعرب، والتي تجرّمها القوانين الدولية، لكونها تدخل في نطاق جرائم الحرب، منها اغتصاب واحتلال أرض، والجرائم ضدّ الأشخاص وحقّهم في الحياة، "وهذا نوع من العدوان الذي يسمح مجلس الأمن الدولي بوضع حدّ له يبتدئ بالعقوبات السياسية والاقتصادية وينتهي بالحلّ العسكري. من جهته قال سعيد الحسني، نجل القيادي الفلسطيني خالد الحسني، الذي تطرّق في مداخلته إلى "التطبيع الفكري"، إنّ المشروع الصهيوني ينهج أسلوبا استيطانيا احتلاليا، وذلك بإحلال بشر وتراث آخرين في أرض شعب آخر، مضيفا أنّ التطبيع يتّخذ أشكالا متعدّدة ومختلفة. ودعا الحسني إلى عدم اعتبار القضية الفلسطينية قضية إنسانية، أو مشكلة دولة، أو مشكلة حدود بين دولتين، "فهذا أيضا شكل من أشكال التطبيع، لأنّ القضية الفلسطينية، وإن كانت لها كلّ هذه الأبعاد، إلا أنّ جوهرها يكمن في اغتصاب أرض من شعب كان يملك هذه الأرض". بدوره انتقد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، تعامل القادة العرب مع التطبيع، قائلا إنّ "الحكام العرب لهم المصلحة نفسها التي للإمبرالية الصهيونية التي يطبّعون معها"، كما انتقد التصريحات التي أدلى بها رئيس الطوائف اليهودية في مراكش والصويرة، لجريدة "هآرتس" الإسرائيلية، من كون مقترح تجريم التطبيع الذي تقدم به المرصد إلى البرلمان المغربيّ لن يمرّ، "لأنّ الملك لن يدعه يمرّ"، على حدّ تعبير ويحمان، الذي ردّ قائلا "سنرى ما إذا كان رئيس الطائفة اليهودية هو الذي يحكم المغرب أم أنّ هذا البلد له سيادة وقوانين"، وأضاف "نحن لا مشكل لنا مع اليهود، بل مع الذين اغتصبوا فلسطين ومن يساندهم". مسؤولو المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، اعتبروا، من خلال "ورقة حول التطبيع والاختراق"، أنّ "مظاهر التسلل الصهيوني والاختراق وصلت مستويات خطيرة على مستوى صهينة بعض الرموز وتشويه واستهداف عناصر مختارة من معالم الهوية المغربيّة". وعلى الرغم من أنّ المرصد لم يحدّد "معالم الهوية المغربية"، التي قال إنها تتعرّض "للصهينة"، إلا أنّ رئيس المرصد، أحمد ويحمان، أشار خلال الندوة إلى أن "الاختراقات الصهيونية تستهدف المغرب وتماسكه الاجتماعي، لإحداث قلاقل بين العرب والأمازيغ، والتخطيط لما يحدث في المشرق لا قدّر الله".