ما فتئ الالتزام الإفريقي للمغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتعزز سنة تلو الأخرى من أجل إفريقيا مزدهرة ومستقرة وتنعم بالسلم، وبما يخدم مصالح سكان القارة، وذلك في إطار الرؤية الملكية من أجل عمل إفريقي مشترك. وتضع الرؤية الملكية القائمة على ثلاثية السلام والأمن والتنمية، المصالح الحيوية لأفريقيا وشعوبها في صلب اهتماماتها لضمان مستقبل مزدهر للقارة وفقا للمقاربة الشمولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل انبثاق إفريقيا جديدة؛ إفريقيا قوية وجريئة تتولى الدفاع عن مصالحها، إفريقيا مؤثرة في الساحة الدولية. ومنذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تجلى الالتزام الملكي لصالح إفريقيا من خلال المبادرات والأعمال التي يقوم بها داخل الاتحاد وحضوره بمختلف أجهزته، على غرار العمل البناء للمملكة خلال ولايتها داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، حيث ساهم المغرب بفعالية في تحسين أساليب العمل وإرساء ممارسات جيدة بهذه الهيئة التقريرية للاتحاد. وتأكيدا للثقة التي وضعتها الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي في المغرب، تولت المملكة منذ يناير الماضي منصب النائب الأول لرئيس اللجنة التقنية المتخصصة في المالية والشؤون النقدية والتخطيط الاقتصادي والتكامل التابعة للاتحاد الافريقي للفترة 2021-2023. وأمنت المملكة أيضا منصب رئيس اللجنة التقنية الخاصة بالتجارة والصناعة والموارد المعدنية في الاتحاد الإفريقي، وكذا منصب النائب الأول لرئيس اللجنة التقنية المختصة حول الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والتنمية الحضرية واللامركزية. كما تحضر المملكة بالمحكمة الإدارية للاتحاد الأفريقي في شخص قاضية. ومنذ عودة المملكة إلى عائلتها الإفريقية، شكل المواطن الإفريقي دائما أولوية الرؤية الملكية، وهو الأمر الذي يتجلى في افتتاح المرصد الأفريقي للهجرة في المغرب، بناء على اقتراح صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصفته رائدا في مسألة الهجرة بالاتحاد الإفريقي. وفي هذا الصدد، أكدت مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، السيدة أميرة الفاضل، أن "الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لقضية الهجرة والدور الذي يضطلع به جلالته بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي في هذا المجال، يتيحان لجلالة الملك والمغرب ومفوضية الاتحاد الإفريقي، تحقيق معالجة دائمة تجعل من قضية الهجرة عاملا مساهما في تنمية الدول الإفريقية والبلدان المضيفة"، مشيرة إلى أن المغرب يضطلع بدور مهم في معالجة قضية الهجرة، لاسيما فيما يتعلق بحماية حقوق المهاجرين الشرعيين الأفارقة، المقيمين بالبلدان الأوروبية، وكذلك على مستوى المرصد الإفريقي للهجرة. من جهة أخرى، انضم المغرب إلى منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، وهو ما يتماشى مع توجيهات ورؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا متكاملة ومزدهرة. كما حرصت المملكة، في إطار عملية إصلاح المنظمة الإفريقية، على أن تضع أعمال الاتحاد في قمة أولوياتها أمن واستقرار وتنمية وازدهار المواطنين الأفارقة. وركزت الإجراءات التي اتخذها المغرب كذلك على الحكامة الجيدة ونجاعة التدبير الإداري والمالي للمؤسسة الإفريقية. ومن هذا المنطلق، شددت المملكة على تنزيل ثلاثية المسؤولية الموسعة، والحكامة الجيدة، والمساءلة. وتتجلى الرؤية الملكية من أجل إفريقيا قوية ومزدهرة أيضا في الزيارات الملكية المتعددة التي قام بها جلالة الملك لعدة دول إفريقية، وكذا من خلال أكثر من ألف اتفاق واتفاقية تعاون موقعة بين المملكة وشركائها الأفارقة. وفي هذا الإطار، أكدت مفوضة الاتحاد الإفريقي المكلفة بالبنية التحتية والطاقة، السيدة أماني أبو زيد، أن انخراط المغرب لفائدة إفريقيا لا يحتاج إلى إثبات، فالمملكة التي وقعت أكثر من 1000 اتفاقية تعاون مع الدول الأفريقية، لها دور مهم لتلعبه في تنمية القارة. وأوضحت السيدة أماني أبو زيد أن المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لطالما دعمت البلدان الأفريقية الشقيقة ولها دور محوري تلعبه في التعافي بعد كوفيد في القارة، بالنظر إلى الخبرة التي راكمها المغرب في مختلف المجالات. وقد تجلى تضامن المملكة الراسخ مع الدول الإفريقية في سياق جائحة (كوفيد -19)، حيث أعطى جلالة الملك تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى العديد من الدول الإفريقية الشقيقة. وتأتي هذه المبادرة الملكية الجديرة بالثناء والتي لاقت إشادة كبيرة في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، لتكرس الرؤية الملكية للتعاون جنوب-جنوب على أساس تبادل الخبرات والتجارب قصد تلبية تطلعات المواطن الإفريقي في مجالات الصحة والتعليم والتكوين والسلم والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما تولي المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، أهمية كبيرة لقضايا البيئة في إفريقيا. وتعكس قمة العمل الإفريقي، التي عقدت على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب22) المنعقد بمراكش سنة 2016، التزام المغرب الراسخ بالحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ في إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن القمة حددت ثلاث أولويات للعمل المناخي في أفريقيا؛ تتمثل في لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، ولجنة المناخ لمنطقة الساحل، ولجنة المناخ للدول الجزرية الصغيرة.