تحتفل إفريقيا هذه السنة بيومها العالمي، في وقت تواجه فيه القارة ظروفا صعبة ناجمة عن وباء كوفيد-19 فاقمتها محدودية الوصول إلى اللقاحات والصراعات والإرهاب الذي يهدد السلام والأمن والاستقرار في عدة مناطق إفريقية، وهي تحديات تستلزم مقاربة تضع مصالح المواطن الإفريقي في صلب جدول أعمال دول القارة على غرار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل العمل الإفريقي المشترك. ويتعلق الأمر هنا برؤية ملكية قائمة على ثلاثية السلام والأمن والتنمية، وتحمل آمالا كبيرة من أجل قارة مستقرة ومزدهرة وآمنة في خدمة المواطن الافريقي. ويشكل الاحتفال بيوم إفريقيا العالمي فرصة لتسليط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها المملكة لصالح القارة وتضامن المغرب الفعال مع البلدان الأفريقية بقيادة جلالة الملك من أجل "إقلاع إفريقيا جديدة : إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها؛ وإفريقيا مؤثرة على الساحة الأممية". وقد تجلى هذا التضامن الثابت للمملكة مع البلدان الافريقية، في سياق انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في القارة، حيث كان جلالة الملك أعطى تعليماته السامية لتقديم مساعدات طبية للعديد من الدول الإفريقية الشقيقة. واستهدفت هذه المساعدة توفير تجهيزات ومعدات طبية ومنتجات الحماية والوقاية لدعم الدول الافريقية الشقيقة في جهودها لمكافحة جائحة كوفيد-19. وتكرس هذه المبادرة الملكية التي حظيت بإشادة كبيرة في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، الرؤية الملكية للتعاون جنوب - جنوب، والتي تستند على تبادل التجارب والخبرات لتلبية تطلعات المواطن الإفريقي في مجالات الصحة والتعليم والتكوين والسلام، والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. والمغرب الذي يولي أهمية كبرى للعمل الافريقي المشترك، ويضع المصالح الحيوية للقارة و للمواطن الأفريقي في صلب انشغالاته، ما فتئ يعمل لتعزيز التزامه الافريقي من أجل بلوغ قارة مزدهرة من خلال إجراءات ملموسة كما يتضح ذلك جليا من خلال الزيارات الملكية المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة لعدة بلدان أفريقية، والتوقيع على ما يقرب من ألف اتفاق واتفاقية تعاون بين المملكة وشركائها الأفارقة. كما تتجلى مبادرات المملكة للعمل الإفريقي المشترك من خلال الإجراءات التي تقوم بها داخل الاتحاد الافريقي وحضورها بمختلف أجهزته، على غرار ولايتها لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي تساهم فيه المملكة بشكل بناء في تحسين أساليب العمل وإرساء ممارسات جيدة لتجنب تقويض مصداقية هذه الهيئة التي تتخذ القرار بالاتحاد. كما يشغل المغرب منصب النائب الأول لرئيس اللجنة التقنية المتخصصة في المالية والسؤون النقدية والتخطيط الاقتصادي والتكامل التابعة للاتحاد الافريقي للفترة 2021-2023، مما يؤكد الثقة التي توليها الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي للمغرب، ولا سيما من خلال خبرته وتجربته في هذه المجالات. وأمنت المملكة أيضا رئاسة اللجنة التقنية الخاصة بالتجارة والصناعة والموارد المعدنية في الاتحاد الإفريقي، ومنصب النائب الأول لرئيس اللجنة التقنية المختصة حول الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والتنمية الحضرية واللامركزية". كما تحضر المملكة بالمحكمة الإدارية للاتحاد الأفريقي في شخص قاضية. وعلى الصعيد الاجتماعي، فإن افتتاح المرصد الإفريقي للهجرة في الرباط ، بناء على اقتراح من جلالة الملك بصفته رائدا للاتحاد الأفريقي في مجال الهجرة، يتوج الالتزام الإفريقي للمملكة. كما أن انضمام المغرب إلى منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، يتماشى مع المبادئ التوجيهية ورؤية جلالة الملك من أجل افريقيا مندمجة ومزدهرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، تولي أهمية قصوى لقضايا البيئة في إفريقيا. ويتجسد ذلك في التزام المغرب خلال قمة العمل الأفريقي المنعقدة على هامش مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية (كوب 22) بمراكش، سنة 2016، بالمحافظة على البيئة ومكافحة التغيرات المناخية في أفريقيا. حيث حددت القمة ثلاث أولويات للعمل حول المناخ في أفريقيا: لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو ولجنة المناخ لمنطقة الساحل ، ولجنة المناخ للدول الجزرية الصغيرة. ويشكل الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا فرصة لإبراز الدعم والمساعدات التي قدمتها المملكة منذ استقلالها للنضال من أجل تحرير الدول الافريقية من براثن الاستعمار والدفاع عن الوحدة الأفريقية التي تتجلى في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي تعتبر المملكة المغربية أحد مؤسسيها.