عندما تم تعيين رمطان لعمامرة وزيرا للخارجية في "الجمهورية العسكرية الجزائرية"، خلفا للفاشل بوكادوم، ظن النظام العسكري الجزائري انه حقق الفوز المبين، وان لعمامرة ثعلب سياسي لا يشق له غبار، وانه عاد لتحقيق النصر في قضيتهم المرضية الذهانية التي لا تفارق مخيلتهم ومخيخهم القصير النظر. لكن ولسخرية القدر وزيرهم العتيد !!! سقط مهانا ذليلا في أول امتحان له، بعد أن أكرم سفير المغرب في الأممالمتحدة عمر هلال ( وليس الوزير ) وفادته بصفعة قوية على خده وعلى خد مروّضيه، بالإعلان رسميا عن بدء المعاملة بالمثل، وبرد الصاع صاعين، وبانتهاء عهد الركون إلى التستر على الموقف الحقيقي للدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها. فهل الجزائر وفت بعهدها ووعدها وساندت شعوبا تطالب بتقرير مصيرها، على غرار شعوب كوسوفو وتايوان وتيغراي والأكراد والقرم وكاطالونيا والباسك، ثم شعب القبائل، وغيرها؟ بل وهل منحت شعبها حق تقرير مصيره بعد سنتين من الحراك الذي يطالب ب "دولة مدنية وليس عسكرية" بعد أن تحرر هذا الشعب من عقدة الخوف من العسكر وانطلق في ثورته على الظلم والاضطهاد. العسكر الجزائري أراد هنا عبثا استغلال فرصة تصريح السفير المغربي بغرض إبعاد الشعب الجزائري عن حراكه ومطالبه، إيهامه بوجود مؤامرات مغربية ضده ممتدة من العصر الحجري للمساس بوحدته الترابية، ونسي آو تناسى انه منذ 46 سنة وهو يستهدف الوحدة الترابية للمملكة المغربية. فعسكر الجزائر المتحكم بالقوة في رقاب وفي أنفاس وفي حركات وسكنات شعبه، يعمل منذ 46 سنة، نعم منذ 46 سنة، على تقسيم المغرب وقطع أوصاله مع أقاليمه الجنوبية، وتشتيت مواطنيه وتشريدهم، والآن يسارع إلى إصدار الأمر للمملكة المغربية للرد على ما يريد في الوقت الذي يريد وإلا فإنه سيتخذ خطوات خطيرة ضدنا ؟؟؟؟؟ عسكر الجزائر قام منذ 46 سنة بآلاف المناورات، واستخدم كل أنواع الدسائس وأحقرها، وباع خيرات شعبه للدول ومجموعات الضغط المتعطشة للمال القذر فقط للنيل من المملكة المغربية ووقف عجلة تطورها، والآن يلومنا على مطالبتنا بما يطالب به هو. غريب حقا. وكل المصاريف التي يخصصها جيش الجنرالات لهذه الأغراض الدنيئة هي من أموال الشعب الجزائري الفقير، المفترض أن يعيش على شاكلة مواطني دول الخليج، وليس شعب يقف في الطوابير الطويلة للحصول على كيلو "سميد" و"شكارة" حليب، وسيولة قليلة لسد الرمق. نظام "الجمهورية العسكرية الجزائرية" أصيب الآن بارتباك شديد، وصار يخبط ذات الشمال وذات اليمين، وسارع إلى تجييش أذرعه ومناصريه من أحزاب موالية وبرلمان لم تصوت عليه سوى الأقلية، للرجوع إلى قواميس السب والتخوين والكذب على المملكة المغربية، بل والى الرجوع إلى تاريخ العصور الحجرية لتخوين المملكة في مشاهد سوريالية وجد مضحكة وصالحة لأشرطة هوليودية هزلية لا تشرف الشعب الجزائري الذي جعل منه نظامه مصدرا للسخرية العالمية. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل بنا سفهاء العسكر الجزائري.