تتواصل التداعيات السلبية للازمة بين الرباطومدريد، على الاقتصاد الإسباني، خاصة بعد إقصاء الموانئ الإسبانية من "عملية مرحبا" لسنة 2021، ما شكل ضربة قوية للنقل البحري بالأقاليم الجنوبية للمملكة الإسبانية. وكشفت العديد من وسائل الإعلام الاسبانية فداحة الأضرار المالية التي مست قطاع النقل البحري بالأقاليم الجنوبية للمملكة الإسبانية، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء الذي تكبد خسائر تبلغ 11 مليون أورو، بالإضافة إلى خسارة 300 وظيفة موسمية خاصة بعبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج من الميناء البحري. وتعالت الأصوات المنددة بسياسة حكومة بيدرو سانشيز، حيث أعرب خوسيه إجناسيو لاندالوس، عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، عن استيائه من غياب الاهتمام المركزي بالميناء البحري الذي يضطلع بأدوار مرجعية في المنطقة المتوسطية، ولفت الانتباه إلى تعميق القرار المغربي للأزمة الاقتصادية التي تعانيها المدينة في ظل تفشي الجائحة العالمية. وقال خوسيه إجناسيو لاندالوس، في تصريحات أدلى بها لبعض الصحف الإسبانية، إن حكومة مدريد لا تساعد إقليم الجزيرة الخضراء بالشكل الكافي في ما يتعلق بمواجهة تداعيات جائحة "كورونا"، داعيا السلطة التنفيذية المركزية إلى إيلاء بلدته العناية اللازمة في الأشهر المقبلة. وانتقد خوانما مورينو، رئيس حكومة الأندلس، إلغاء "عملية مرحبا" لهذه السنة نظرا إلى انعكاساتها الاقتصادية الضخمة على إسبانيا؛ ما دفعه إلى لقاء بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، من أجل التباحث حول الأوضاع العامة التي تعيشها المدينة في الظرفية الصحية الراهنة. وأشار مورينو إلى أن الأندلس تقع "ضحية" الخلافات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين، مؤكدا أن الجهة تحظى بعلاقات حسنة ومهمة مع الجانب المغربي، سواء تعلق الأمر بالمجاليْن الاقتصادي أو الثقافي، داعيا إلى حلحلة المشاكل الثنائية بطريقة ودية في أقرب فرصة. وذكرت مصادر إعلامية اسبانيا، أن مدينتيْ سبتة ومليلية المحتلتين فقدتا مداخيل مالية أساسية كانت الجالية المغربية توفرها للسلطات الإسبانية؛ ما دفع العديد من الهيئات السياسية والحقوقية إلى المطالبة بإيجاد تسوية دبلوماسية مستعجلة بين مدريدوالرباط. إحصائيات عملية "مرحبا 2019" تشير إلى أن أزيد من 800 ألف مركبة عبرت الموانئ الإسبانية؛ فيما زار المملكة المغربية قرابة 3 ملايين مغربي، ضمن أفراد الجالية التي يقدر عددها بحوالي 5 ملايين مغربي ومغربية، يقطن أغلبهم ببلدان القارة الأوروبية.