لا تزال الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا ترخي بظلالها على العلاقات بين البلدين في مجالات عدة، آخرها إقصاء المملكة المغربية، أمس الأحد، لموانئ إسبانيا من عملية مرحبا 2021. وأكدت مصادر حكومية إسبانية لوكالة الأنباء "إيفي" أن المغرب لم يتشاور مع مدريد ولم ينسق معها حول هذا الإقصاء، رغم أن إسبانيا لطالما كانت الشريك الأساسي للمغرب في عملة العبور السنوية، خاصة وأنها نقطة انطلاق مئات الآلاف من المهاجرين المغاربة". وتعد الموانئ الإسبانية الأكثر تضررا من هذا الإقصاء، خاصة موانئ الجزيرة الخضراء وموتريل وألميرية وسبتة، التي ستتكبد خسائر مالية كبيرة للعام الثاني على التوالي. وطالب اتحاد خدمات المواطنين الإسباني الحكومة المغربية بإدراج الموانئ الإسبانية في عملية مرحبا 2021، حتى لا يزيد حجم الضرر الذي لحق الشركات والعمال. ودعا الاتحاد كلا من إسبانيا والاتحاد الأوروبي إلى التوسط لدى السلطات المغربية من أجل إشراك الموانئ الإسبانية، لأن هذا الإقصاء يتعلق بقضايا السياسة الدولية وليس بالوضع الصحي. ودعا الاتحاد السلطات الإسبانية إلى مواصلة وتكثيف الجهود مع الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الموانئ الإسبانية كجزء من عملية مرحبا، فهذا الإقصاء يطيل الوضع المؤلم الذي تعيشه المئات من الشركات، ويعرض آلاف موظفي وعمال الموانئ، والشركات المرتبطة بها، كالشحن والنقل البحري، حالا ومستقبلا، إلى فقدان عملهم. وذكّر الاتحاد الإسباني بالتكاليف الأقل، والامتيازات التي يوفرها العبور عبر إسبانيا لملايين المهاجرين المغاربة الذين يعودون إلى وطنهم في الصيف، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا منهم عبروا عن غضبهم من إقصاء إسبانيا، ما سيدفعهم إلى قطع مئات الكيلومترات والانتقال إلى بلدان أخرى للعودة إلى بلدهم، وهو ما يعني ضياع وقت وجهد وتكاليف أكثر. كما خلف إقصاء الموانئ الإسبانية ردود فعل سياسة، تؤكد حجم الضرر الكبير الذي سيلحقها، حيث وصف خوسيه إجناسيو لاندالوس، رئيس بلدية الجزيرة الخضراء هذه الخطوة المغربية ب"الكارثة"، التي ستلحق الضرر بآلاف الأشخاص، في حين أشار حزب "فوكس" اليميني المتطرف إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي ستتكبدها إسبانيا، والمقدرة بملايين الأورو، بسبب هذا الإقصاء. وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أعلنت أمس الأحد عن تنظيم عملية مرحبا 2021 انطلاقا من فرنسا وإيطاليا، وإقصاء إسبانيا من هذه العملية.