بعد أن كان الشغل الشاغل لمسؤولي مدريد والإعلام الإسباني طيلة الأسبوع الماضي، باعتباره أول لقاء يجمع بينهما، تحول "الاجتماع" المنتظر بين رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مادة للسخرية ومدخل جديد للمعارضة لانتقاد السياسيات الخارجية للحكومة الحالية، وذلك بعدما منحه هذا الأخير أقل من نصف دقيقة من وقته على هامش اجتماع قادة دول حلف "النيتو" اليوم الاثنين في بروكسيل، ما منع سانشيز من طرح أي من القضايا التي كان يريد مناقشتها بما في ذلك الأزمة الدبلوماسية مع المغرب. وبعد أن سرب ديوان رئاسة الحكومة الإسبانية خبرا عن برمجة أول اجتماع لسانشيز مع بايدن، منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض قبل نحو 6 أشهر، اختلف الإعلام الإسباني في تحديد مدة هذا الاجتماع بين 5 دقائق و15 دقيقة، لكن اليوم اتضح أن الأمر لم يكن يتعلق سوى ب21 ثانية عبارة عن محادثة قصيرة "وقوفا" في ردهة البناية التي تحتضن قمة رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي، لا باجتماع مغلق. والمثير في الأمر هي الطريقة التي جرى بها اللقاء، الذي التقطته عدسات الكاميرات، حيث لم يكلف الرئيس الأمريكي نفسه عناء الوقوف لمحادثة سانشيز، كما لم يكن ينظر في وجهه، في الوقت الذي بدا فيه رئيس وزراء إسبانيا وكأنه يلاحق ساكن البيت الأبيض، الأمر الذي أثار موجة من الغضب والسخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل الإعلام التي اعتبر بعضها أن تلك اللقطات كانت "مهينة". والمؤكد أن الرئيس الأمريكي لم يكن قد برمج أساسا عقد اجتماع مع سانشيز رغم ما سوقت له الحكومة الإسبانية خلال الأسبوع الماضي، إذ أن برنامج بايدن الخاص بهذه القمة الصادر عن البيت الأبيض، يتضمن اجتماعات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام لحلف "النيتو" يينس ستولتنبرغ، إلى جانب اجتماعات منفصلة مع رئيسة وزراء إستونيا ورئيس لاتفيا ورئيس ليتوانيا.
وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، كانت قد اجتمعت عن بعد يوم السبت الماضي مع نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن، فيما بدا تمهيدا للقاء بين سانشيز وبايدن، وخلالها اتضحت نوايا مدريد التطرق للأزمة مع المغرب من خلال مناقشة موضوع موجة الهجرة غير النظامية التي شهدتها مدينة سبتةالمحتلة الشهر الماضي، لكن هذا الأمر لم يكن ممكنا عمليا اليوم بسبب قصر مدة "اللقاء" الذي جمع بين الطرفين وتجاهل الجانب الامريكي لمناورات الاسبان.