هاجم بابلو كاسادو، زعيم الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة داخل البرلمان الإسباني، السياسية الخارجية لغريمه رئيس الحكومة الائتلافية اليسارية بيدرو سانشيز، وتحديدا ما يهم العلاقات مع المغرب في ظل استقبال إسبانيا للمجرم إبراهيم غالي على أراضيها بهوية جزائرية مزورة لتفادي متابعته قضائيا، معتبرا أن الحكومة الحالية "لم تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه شريك استراتيجي مثل المغرب". واعتبر كاسادو، أمس الاثنين من مدريد، أن "الانزعاج الكبير" الذي سببه استقبال إسبانيا للمجرم غالي للمغرب، دليل على فشل العلاقات الدبلوماسية الخارجية للحكومة الحالية، مشيرا أن "إسبانيا حاليا لا ترسم شيئا على صعيد السياسية الدولية"، كما استشهد أيضا بعدم قدرتها على بناء علاقات قوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ وصول الرئيس الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض. ووفق كاسادو، الطامح لرئاسة الحكومة الإسبانية في 2023، والذي يملك حزبه 88 مقعدا في مجلس النواب الإسباني كثاني أكبر كتلة والأولى ضمن أحزاب المعارضة، أن سانشيز تسبب في "أزمة غير مسبوقة في العلاقات المغربية الإسبانية خلال التاريخ الحديث"، بسبب موافقته على دخول زعيم ميلشيات البوليساريو إلى مستشفى لوغرونيو للعلاج، معتبرا أن تداعيات ذلك أدت لإغضاب المغرب، مشددا على أن لدى إسبانيا مسؤولية تاريخية حقيقية تجاه شريكها المغربي كان يجب على الحكومة استحضارها. وتابع زعيم الحزب الشعبي اليميني المحافظ، حسب ما أوردته جريدة "أ ب س" الإسبانية، أن "بانوراما السياسة الخارجية لسانشيز قاتمة"، فالرئيس الأمريكي الحالي لم يتصل به إلا بعد مرور 3 أشهر على توليه الرئاسة، على الرغم من كون إسبانيا عضوا في حلف "النيتو"، معتبرا أن سبب ذلك هو "عدم وجود الثقة"، فالسياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسباني "تتعارض بوضوح مع المصالح الإستراتيجية لحلف النيتو". وفي الأسبوع الماضي حرك الحزب الشعبي مساءلة برلمانية كتابية للحكومة الإسبانية لمطالبتها بتوضيح مصير العلاقات الثنائية مع المغرب عقب سماحها بدخول المجرم غالي إلى ترابها، وذلك بعد وقف الاجتماعات التمهيدية بين المسؤولين الحكوميين الإسبان ونظرائهم المغاربة، تحضيرا للقمة رفيعة المستوى التي كان من المقرر عقدها في الرباط، وطالب نواب الحزب المحافظ حكومة سانشيز بالكشف عن خطواتها الهادفة لتحسين العلاقات مع الرباط.