تظاهر مئات الأشخاص بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري أمام ما يسمى المقر الرئاسي بالرابوني، احتجاجا على نظام العبودية الذي يعمل به بالنسبة للسود. وحسب عدة مواقع إعلامية، فإن الوقفة التي تدخلت مليشيات محمد ولد عبد العزيز لتفريقها بالقوة، حملت شعارات ضد قيادة البوليساريو، مطالبة برحيل هذه القيادة. وناشدت المجتمع الدولي التدخل لإخراجهم من نير الاستبداد الممارس عليهم من طرف المليشيات وسيادة نمط استعباد الناس، الذي كانت آخر بؤره العنصرية بجنوب أفريقيا. ومن بين الشعارات التي رفعت هناك "ايديك في ايدي ضد العبودية".
وحسب نفس المصادر، فإن الاحتجاجات تزامنت مع انتشار شريط فيديو يحكي مشاهد من الرق والاستعباد الممارس داخل المخيمات، التي يدعي مشيدوها أنها للأحرار والثوار، لكن الواقع يفضح ذلك.
وانفجرت فضيحة جديدة كشفها الدرك الموريتاني، حيث استنجدت به أسرة من عائلة صحراوية مكونة من 11 فردا، يطلق عليها داخل المخيمات أهل "الشيدة" بالمنطقة العسكرية الثانية ولاية تيرس، مستغلين تواجدهم برفقة العائلة التي كانت تملكهم وتستعبدهم وتمارس الرق في حقهم، حيث دخلوا يوم الجمعة الماضي 01 مارس 2013 منطقة تيرس واستنجدوا بنقطة تابعة للجيش الموريتاني، الذي حقق معهم وسلمهم إلى الدرك الوطني الموريتاني بمنطقة الزويرات، وحرر لهم محاضر استماع.
الأفراد 11 بدورهم قدموا شكاية جماعية يتهمون فيها رب العائلة النافذة بالمخيمات، يطلق عليه امحمدود ابراهيم وابنه سالم الذين باستغلالهم واستعبادهم وممارسة الرق في حقهم بالمخيمات الخاضعة لسيطرة البوليساريو. فرغم الاتصالات التي قامت بها العائلة النافذة ألقي القبض مباشرة على امحمدود ابراهيم وابنه سالم من أجل تسليمهم للعدالة الموريتانية، وتوفير الحماية للصحراويين 11 وضمان حريتهم بالتراب الموريتاني.
العائلة الصحراوية المحررة، حكت عن عالم الرق والعبودية الذي عاشه افرادها بمخيمات البوليساريو جنوب غرب الجزائر، ووصفوا حريتهم وانعتاقهم بالحياة الجديدة التي أصبحوا يحسون بها، واصفين وضع آلاف من أمثالهم بمخيمات تندوف بغير الإنساني والكارثي، حيث يتفشى الرق والعبودية والمظاهر اللاإنسانية ضد السود، وعبروا عن شكرهم وامتنانهم للسلطات الموريتانية التي كانت وراء حريتهم، وأكدوا على كون البقية التي تعاني الرق والعبودية سيتشجعون مستقبلا للفرار من مخيمات الاستعباد والظلم والجور، وأعابوا على النظام الجزائري صمته عن مظاهر الرق والعبودية ودعمه للانتهاكات الجارية ضد حقوق (العبيد) وانعتاق السود بتندوف.
وطالبت العائلة من المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والجمعيات الحقوقية العربية والدولية بالتحرك العاجل لإنهاء الرق والعبودية بمخيمات البوليساريو غرب الجزائر وفضح ما يجري داخل هذه المخيمات.
وفي أول تصريح للناشط الصحراوي يحظيه محمد أحمد بابا من تنظيم (لساب سام) المعارض لجبهة البوليساريو، قال "نحن داخل رابطة أنصار الحكم الذاتي بالمخيمات، نخوض نضالا سياسيا ضد التوجه الخشبي للبوليساريو، وفي نفس الوقت ننبه إلى أن زمن الرق والعبودية انتهى، والإسلام حرم هذه المظاهر إلى جانب كافة الديانات السماوية والقوانين الوضعية التي تحرم هذا، ودورنا مستمر في تشجيع كل المقهورين والمستعبدين على الإنعتاق والحرية".