في محاولة فاشلة للهروب إلى الأمام، يواصل النظام العسكري الجزائري توجيه الاتهامات إلى المغرب، سعياً منه إلى تعليق الانتكاسات الداخلية على "عدو خارجي وهمي". وفي هذا الإطار، قال أحد "الخبراء الأمنيين" لنظام الجنرالات، في تصريحات أدلى بها لقناة "لشروق"، المقربة من المخابرات العسكرية الجزائرية، إن "الجارة المغرب توظف كثيرا المجال الافتراضي في هجماتها اليومية على صانع القرار في الجزائر وكذلك على الشعب، بهدف ضرب الجزائر من الداخل؛ ولكن المواطن لا يراها، ويعتقد أنها أشياء مفتعلة وليست صحيحة". هذه الاتهامات وغيرها لا يصدقها أحد، كما أن الشعب الجزائري يعي جيدا أن أخطر عدو له هو نظام العسكر الذي يجثُم على رقاب الناس منذ استقلال البلاد سنة 1962. وفي ردّه على ما يصدر من اتهامات عن أبواق الجنرالات، قال محمد بنحمو، الباحث في العلاقات الدولية، إن "المغرب لم يتحول إلى عقدة للنظام الجزائري، بل شكل عقدته منذ النشأة، وهو قدر المغرب أيضا؛ لأنه وجد نفسه ضحية للجغرافية التي فرضت هذا الجوار". وأضاف بنحمو، في تصريح لأحد المواقع الالكترونية، أن "كل ما يضر بالمغرب يعتبر نافعا بالنسبة إلى الجزائر، كما أن كل فشل تعانيه تعلقه على مشجب الرباط"، كما أن "العداء للمغرب شكل –وما زال- عقيدة النظام الجزائري الذي حوّله إلى "عدو مثالي" لتحميله مسؤولية كل الانتكاسات الداخلية". وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن "الجزائر تعاني من نقص خطير تسعى إلى ملئه من خلال تحويل نفسها إلى بلد محوري بالمنطقة؛ بينما لا تتوفر على المؤهلات التاريخية والسياسية والإستراتيجية التي يمكن أن تجعلها قوة إقليمية، في ظل وجود المغرب الذي يحمل وراءه تاريخا عريقا وحضورا قويا بالمنطقة". واستطرد قائلا: "يقول علماء النفس إن على الشاب البالغ الذي يريد تحقيق استقلاليته الذاتية أن "يقتل" مكانة الأب داخله حتى يصبح رجلاً بالمعنى الرمزي بطبيعة الحال، وهي المسألة التي ما زالت تعانيها الجزائر إلى حدود الساعة، لأنها لم تتجاوز بعد صدمة النشأة والميلاد؛ ما يجعلها تحاول جعل المغرب عدوا مفترضاً لتحقيق استقلاليتها".