الجزائر تعاني عقدة تاريخية اسمها المغرب محمد بنحمو، رئيس الفيدرالية الإفريقية للدرايات الإستراتيجية أكد بنحمو أن المغرب حاضر في أجندة القيادات الجزائرية كورقة للتغطية على المساكل الداخلية للجزائر، التي يمكن القول إنها تعاني عقدة تاريخية اسمها المغرب، موضحا أن حل مشكل الصحراء يوجد بالجزائر العاصمة وليس بمخيمات تندوف. أظهرت الطريقة التي تعاملت بها الجزائر مع أحداث العيون الأخيرة أن عداءها تجاه المغرب اتخذ منحى أخطر، بم تفسر كره القيادة الجزائرية لكل ما هو مغربي؟ الأمر يتعلق بالنخبة الحاكمة بالجزائر، وخاصة المؤسسة العسكرية والمخابرات الجزائرية، وعلى كل فالثابت في العلاقات الجزائرية المغربية هو موقف العداء. ما تعليقك على أن الإعلام الجزائري وجمعيات المجتمع المدني، بما فيها تلك التي تدعي أنها حقوقية، قد عبرت عن نفس موقف النظام الجزائري بهدف تشويه صورة المغرب؟ ما يجب معرفته هو أنه منذ استقلال الجزائر، الذي لعب فيه المغرب دورا كبيرا خلال حرب التحرير الجزائرية، وأدى فيه ثمنا باهظا في علاقته مع فرنسا، خاصة فيما يتعلق بوحدة ترابه أو بالمشاكل التي ترتبت عن دعمه لقادة جبهة التحرير الجزائرية، والمغرب حاضر في أجندة القيادات الجزائرية كورقة للتغطية على المشاكل الداخلية للجزائر، التي يمكن القول إنها تعاني عقدة تاريخية اسمها المغرب، سيما أن الجزائر كبلد وكهوية هي حديثة النشأة، وبالتالي فتلك العقدة التاريخية زكتها طموحات القيادات الجزائرية، مستغلة التعاطف الدولي الذي حظيت به الثورة الجزائرية، خاصة في العالم الثالث، ونتجت كذلك عن المناخ الدولي الذي عرف حصول المغرب على الاستقلال، وهو مناخ الحرب الباردة والثنائية القطبية، وكذلك اختيار الجزائر أن تكون في المعسكر الشرقي الذي يعتبر نفسه آنذاك معسكرا تقدميا تحرريا، كل ذلك دفعها، بعد استقلالها، إلى أن تلعب دورا الساحة الدولية، وبالتالي أصبحت لها نزعة واضحة وجلية للريادة في العالم الثالث، وبما أن المغرب هو البلد الذي يشكل عائقا أمام تلك الهيمنة، كما يعتقد حكام الجزائر، لأنها دولة عريقة وله تاريخ، ولأنه بلد له وزن في المنطقة وعلى الساحة الدولية، فالجزائر تسعى بكل الأوجه الممكنة وغير الممكنة إلى أن تقوض المغرب وتقزمه وتجعله في وضع لا يسمح له أن يكون منافسا لها على هذه الهيمنة. وهل تلك العقدة التاريخية تسمح لقادة الجزائر بصرف ملايير الدولارات لدعم كل المناهضين للمغرب في الوقت الذي يعيش الشعب الخصاص؟ ينبغي أن نعلم أن الجزائر منذ استقلالها عرفت مشاكل الحدود مع جميع جيرانها بدون استثناء، وليس مع المغرب فقط، وإنما مع مالي وتونس وليبيا، أي مع جميع الدول التي لها حدود مشتركة معها، وقد استطاعت بطرقها أن تعقد اتفاقات مع تلك الدول، ولكن فيما يخص المغرب فالأمر اختلف، فالسياسة الجزائرية هي سياسة حدود، إذ جعلت منها مسألة سياسة وإستراتيجية وخطة وقضية وجود، ولعل هذا ما جعل المغرب ملفا أساسيا في تدبير الصراعات الداخلية بالجزائر، كما يعتبر ملفا رئيسيا في سياستها الخارجية. ويمكن القول إن محور السياسة الداخلية والخارجية للجزائر هو المغرب، وهدفها كل ما يمكن أن يضعفه، لأن الجزائر تؤمن أن كل ما يمكن أن يضر المغرب هو نافع بالنسبة للجزائر، وهذا لا يرتبط بظروف آنية، وإنما بخيار استراتيجي بالنسبة لها، فالحرب على المغرب بالنسبة لقادة الجزائر بمختلف الأوجه لا تعتبر خسارة. إضعاف يرى فيه حكام الجزائر قوت وهيمنة لهم، وهو حلمهم. منحى الوثائق التي سربها موقع "ويكيليكس"، وهكذا تصريحات الجزائريين بأن فتح الحدود مع المغرب رهين بحل مشكل الصحراء، تؤكد أن انفراج الأزمة مع الجار الشرقي لن تكون في الأفق القريب، ما الموقف السليم الذي على المغرب أن يتخذه؟ الوضع الأمثل بالنسبة للجزائر بخصوص ملف الصحراء هو استمرار الوضع الحالي كحجر في حذاء المغرب، ذلك الحجر الذي يعرقل المغرب في مسيرته ويضعف ويشوش على خياراته، ويفشل المشاريع التي يمكن أن تقوي من وضعه على الساحة الدولية، فالوضع الأمثل بالنسبة للجزائر هو حالة اللاسلم واللاحرب التي استمرت طويلا، لذلك فهي لا تسعى لحل قضية الصحراء، وبالتالي لا يمكن أن تنتظر حل مشكل الصحراء من الجزائر، وإن كان الحل بالجزائر العاصمة وليس بمخيمات تندوف، لذلك فهي تسعى لفرض واقع على المغرب بعد استنزافه لجعله يقبل بالهيمنة الجزائرية على المنطقة.