أفادت مصادر صحفية، اليوم الثلاثاء، أن غوتز شميدت بريم، سفير ألمانيا في الرباط منذ 2017، قد يدفع فاتورة الخلاف الدبلوماسي بين الرباطوبرلين، حيث تعرض الدبلوماسي لانتقادات لأنه يميل إلى التقليل من شأن تدهور العلاقات بين البلدين. ذات المصادر، حسب موقع لو360 الذي أورد الخبر، قالت إن السفير الألماني لدى المغرب غوتز شميدت بريم سيغادر منصبه، حيث اقترحت برلين على السلطات المغربية اسم شخصية بديلة لهذا المنصب، وهو توماس بيتر زاهنيسن. ومن المحتمل أن يتولى توماس بيتر زاهنيسن، الذي يشغل حاليا منصب مدير المساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الألمانية، منصبه في الرباط ابتداء من شهر يونيو المقبل. وإذا أعطت الرباط الضوء الأخضر، تضيف ذات المصادر، سيتولى زاهنيسن منصبه الرابع كسفير، بعدما شغل في السابق منصب سفير لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأممالمتحدة في نيويورك، وكذلك في باريس وكابول. ويأتي هذا التغيير، الذي قررته برلين استجابة للتنبيه الذي وجهه ناصر بوريطة بشأن الخلافات العميقة، التي تميز العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا. حيث قررت المملكة في فاتح مارس توجيه جميع علاقاتها مع برلين عبر وزارة الشؤون الخارجية. وكانت مذكرة وزير الشؤون الخارجية قد دعت مختلف القطاعات الوزارية "لوقف أي اتصال أو تفاعل أو تعاون، سواء مع السفارة الألمانية بالمغرب، أو مع منظمات التعاون الألماني والمؤسسات المرتبطة بها". كما جاء في هذه المذكرة أن "أي استثناء من هذا التعليق لا يمكن أن يتم إلا على أساس اتفاق مسبق صريح من وزارة الخارجية". مذكرة وزارة الشؤون الخارجية وجهت رسالة حازمة وقوية لبرلين مفادها أن عصر التعاون الانتقائي قد ولى إلى غير رجعة. فقد سئم المغرب من رؤية الطبيعة النموذجية للتعاون بين المغرب وألمانيا محصورة فقط في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بينما تستمر الفجوة بين البلدين على المستوى الجيوسياسي في الاتساع. وتعددت الخلافات بين برلينوالرباط في عام 2020، حيث عقد مؤتمر برلين حول ليبيا دون حضور المغرب، كما عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بدعوة من ألمانيا حول الصحراء المغربية وذلك في اليوم الموالي للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه... وقد ظلت احتجاجات الدبلوماسية المغربية بدون رد في ذلك الوقت، خاصة وأن السفير الحالي كان يميل إلى التقليل من حجم التدهور في العلاقات بين البلدين. علاوة على ذلك، لم يجد الدبلوماسي طريقة أفضل للرد على التحذيرات التي أطلقتها الرباط غير اتخاذ قرار تعليق منح تأشيرات شينغن من المغرب. ويمكن أن يؤدي تغيير السفير إلى إقامة حوار بناء بين الرباطوبرلين. لكن هذا التغيير الديبلوماسي غير كاف لحل الخلافات العميقة والجوهرية بين البلدين، وهو ما يجب أن تفهمه برلين...