وجهت الفرق والمجموعات البرلمانية المغربية مراسلة رسمية لنظيراتها بدولة الجزائر، حول المراسلة البئيسة لبرلمان الجار الشرقي الموجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن. واستنكرت الفرق والمجموعات البرلمانية المغربية، من خلال مراسلتها، التطاول والتدخل في الشؤون الداخلية لبلد جار. وذكرت الفرق والمجموعات البرلمانية المغربية، بالروابط والنضال المشترك ضد الاستعمار، مستغربةً موقف من يفترض أنهم ممثلي الشعب الجزائري، بمعاداة بلد جار هو المغرب. واعتبر البرلمانيون المغاربة أن مراسلة البرلمان الجزائري الرئيس الأمريكي للتراجع عن الاعتراف السيادي بمغربية الصحراء، هو تدخل سافر في الشأن الداخلي المغربي. وكان الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، قد كشف، أمس الجمعة، أنه تقرر على مستوى رؤساء الفرق والمجموعات النيابية إرسال مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس بشأن مراسلة الإدارة الأمريكيةالجديدة حول قضية الاعتراف بالصحراء المغربية. وقال المالكي، في ندوة صحافية بمناسبة اختتام الدورة الخريفية أمس الجمعة، إن الغريب في مبادرة الجزائريين هو أن البرلمانات في العالم لا تخاطب رؤساء الدول بل تخاطب برلمانا آخر، معتبرا أن “هناك سوء تقدير في هذه الخطوة؛ ما يؤكد وجود نوع من الارتباك والنرفزة”. وكانت المجموعات البرلمانية بالمجلس الشعبي ومجلس الأمة بالجزائر دعت الرئيس بايدن إلى مراجعة قرار ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. وانتقد المالكي، بشدة، الجارة الشرقية، محملا إياها مسؤولية استمرار نزاع الصحراء المغربية، داعيا الجزائر إلى الرجوع إلى الصواب والتوقف عن هدر الزمن المغاربي، وقال: “منذ أربعين سنة والجزائر تستمر في هدر البناء المغاربي الذي تعطل رغم كل النداءات والمبادرات التي تمت من قبل جلالة الملك محمد السادس”. وتساءل رئيس مجلس النواب عن الهدف والمقاصد وراء تشبث الجزائر بمواقفها الجامدة التي قال إنها لا تستجيب للحركة التاريخية التي يعيشها العالم اليوم، معتبرا أن جنوب إفريقيا والجزائر هما البلدان الوحيدان اللذان يوجدان خارج السياق. وأكد المالكي أن الجزائر توجد في حالة “شرود” جراء الانتصارات التي تحققها المملكة المغربية، مشيرا إلى أنها تنكرت للذاكرة والقيم والنضالات المشتركة بين الشعبين المغربي والجزائري، قبل أن يضيف قائلاً: “هذا شيء غريب جدا”. وخلص المالكي، في جوابه عن أسئلة الصحافة، إلى أن “التاريخ سينصف المملكة المغربية إما اليوم أو غدا، ونحن نسير في الطريق الصحيح”، مردفا أن البرلمان سيواصل التصدي لخصوم الوحدة الترابية والتنسيق مع عدد من البرلمانات الدولية للدفاع عن الملف. ولفت رئيس مجلس النواب إلى أن الدورة البرلمانية المنتهية تميزت بحضور قوي لملف الصحراء المغربية، انطلاقا من تفاعل “نواب الأمة” مع “كل التطورات الإيجابية التي تم تحقيقها بفضل القيادة الملكية والنظرة الاستباقية التوقعية التي يقوم بها الملك محمد السادس لإدارة القضية من الناحية السياسية والدبلوماسية وأيضا التنموية بالأقاليم الجنوبية”.