عقب الإعلان عن السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا بدأ يسود التخوف من العودة إلى الحجر الصحي العام، وهو الأمر الذي يزيد من الضغوطات النفسية عند العديدين. فهل هذا الوضع يدعو للقلق؟، وكيف يمكن التعامل مع هذا الوباء نفسيا؟. وفي هذا الصدد، اعتبر محسن بنزاكور، الأستاذ الجامعي في علم النفس الاجتماعي، أنه "بالفعل أصبح هاجس الخوف من الوباء مطروحا"، موضحا أن "الأمر الذي يخشى منه أن يتحول الخوف من هذا الفيروس إلى الخوف المرضي وهذا شيء يثير القلق ويخلق ضغوطات نفسية عند الأشخاص". ويرى بنزاكور، في تصريح لدوزيم، أن "تعاطي المواطنين المغاربة مع فيروس كورونا قد تغير في الوقت الذي كان يتعامل مع هذا الوباء في بداياته بالمغرب بنوع من الاستهتار والذي تحول في الفترة الأخيرة إلى الخوف"، مواصلا: أن "هذا الخوف من الوباء يفسر بشكل خاص بعد إصابة مجموعة من الأسر به أو فقدان أحد أفرادها بسببه". في مقابل هذا الخوف، يقول بنزاكور، هناك أمل في انفراج هذه الأزمة عبر التلقيح ضد الفيروس، "لكن مع تأخر وصوله يزيد من مخاوف والمتاعب النفسية عند فئة واسعة من المغاربة"، منتقدا في نفس الوقت تعامل الحكومة مع هذا المعطى بالقول: "للأسف الحكومة لم تقم بدورها في التواصل بالشكل الجيد مع المواطنين وطمأنتهم؛ بينما تفضل الصمت وهذا ما يزيد من المخاوف"، مشددا على أن كل "هذه العوامل تساهم في زيادة مخاوف وضغوط نفسية للمغاربة من هذا الوضع الصحي". وعلى الرغم من ذلك، يسترسل المختص في علم النفس الاجتماعي قائلا: "يجب التفكير أنه في كل الحقب التاريخية عاشت الشعوب أزمات كمثل التي نعيشها حاليا وأنه ليست هي الأولى من نوعها"، مضيفا، "الجائحة الحالية المستجد فيها أنها معولمة إذ سلط الإعلام العالمي الضوء عليها نتيجة اتساع رقعة التواصل بواسطة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي". وعن الحلول للخروج من هذه الضغوط النفسية، يجملها المتحدث ذاته بالقول، إنها متوقفة عند الأفراد بأنفسهم، مؤكدا أن "الاهتمام بشكل مفرط بالأخبار المتداولة حول الفيروس لن تفيدهم في شيء وإنما ستزيد من قلقهم النفسي". ونصح المتحدث، "الأشخاص بالتقليل قدر الإمكان من متابعة الأخبار والمعلومات عن الوباء والالتزام بالوقاية والتدابير الاحترازية من التباعد الجسدي وارتداء الكمامة والنظافة المستمرة"، ومؤكدا على "ضرورة الإقبال على الحياة باحتياط والتحلي بالأمل وخلق جو إيجابي في البيت عبر ممارسة أنشطة رياضية والتقليل من الأكل الزائد والابتعاد عن مشاهدة الأفلام التي تعالج مواضيع مؤلمة وحزينة وأن يحسن اختيار ما يشاهد حتى لا يساهم ذلك في الشعور بالكأبة والحزن".