قالت مريم الحجيوج آغا، متخصصة في الصحة النفسية، إن الفيروس التاجي المعروف بفيروس كورونا المستجد أوقع العالم في حالة من عدم اليقين والضغط النفسي، مشيرة إلى أن الأخبار المستمرة حول هذا الوباء يمكن أن تشعر كثيرا من الناس بالخوف والفزع. المتحدثة لهسبريس التي تنحدر من إقليمتاونات، الحاصلة على ماستر في الصحة النفسية من جامعة "دي مونتفورت" البريطانية، أبرزت أن مثل هذه الظروف يمكن أن تؤثر سلبا على الصحة العقلية للأشخاص، لا سيما أولئك الذين يعيشون بالفعل مع حالات القلق والوسواس القهري، موردة أن "القلق بشأن الأخبار المتداولة حول الوباء أمر مفهوم، لكن بالنسبة إلى كثير من الناس يمكن ذلك أن يزيد حالتهم النفسية سوءا". مريم الحجيوج أغا، التي أكدت أن منظمة الصحة العالمية أصدرت نصائح بشأن حماية الصحة النفسية أثناء تفشي فيروس كورونا، أفادت، في حديثها لهسبريس، بأن "الخوف من خروج انتشار هذا الوباء عن السيطرة، وعدم القدرة على تحمل المجهول، من الأسباب الشائعة لكثير من اضطرابات القلق". وأردفت المتحدثة أنه "في ظل هذه الظروف، نجد أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق يواجهون صعوبات أكبر في الوقت الحالي في التغلب على الضغوطات النفسية"، وأن الكثير من القلق لديهم ناجم من الخوف بشأن المجهول وانتظار حدوث شيء ما جراء انتشار هذا الفيروس. وأوضحت مريم الحجيوج آغا أن من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تأزم حالة الناس النفسية الأخبار المتناقلة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول "كورونا"، التي يمكن أن تخلف موجة من الذعر والقلق، مشيرة إلى أنه "عندما يشعر الشخص بالقلق، فإن أفكاره يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة، ويبدأ في التفكير في النتائج الكارثية". "وقد يشمل التفكير والقلق لدى المرء مصير والديه وغيرهما من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة من الذين يعرفهم"، توضح مريم الحجيوج آغا، مبرزة أنه "في الأيام العادية، يمكن للشخص عادة عندما يعاني من القلق الابتعاد عن مصدره، ولكن في ظروف مثل انتشار الوباء، لا يستطيع، لأن ذلك خارج عن الإرادة". المتحدثة لهسبريس أكدت أن الفترات الطويلة التي يقضيها الأشخاص، خصوصا الذين يعانون أصلا من القلق، في متابعة الأخبار حول وباء "كورونا" المستجد عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تساهم في بث الذعر في نفوسهم. وفيما يخص الأشياء التي قد تكون مفيدة في ظل هذه الظروف للتخفيف من حدة التوتر لديهم، نبهت المتحدثة ذاتها إلى ضرورة الحد من الوقت المخصص لمتابعة الأخبار، وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، التي قالت إنها قد لا تشجع على الشعور بالاطمئنان والتحسن. وأكدت المتخصصة في علم النفس الخبيرة أيضا في داء السكري، المقيمة حاليا في بريطانيا، أن وضع برنامج محدد للتحقق من الأخبار المتداولة قد يكون مفيد جدا، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المعلومات الزائفة التي تروج حول فيروس "كورونا" المستجد التي يجب التأكد منها بتصفح مصادر المعلومات الموثوقة، ومواقع وزارة الصحة ووزارة الداخلية. "إذا كنت معتادا على تصفح الهاتف باستمرار، حاول قضاء بعض الوقت بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي، مثل اللعب مع الأطفال في المنزل، أو مشاهدة البرامج الرياضية والوثائقية، أو قراءة الكتب، فكل هذا مهم جدا للاسترخاء"، تقول مريم الحجيوج آغا، ناصحة بحماية الصحة النفسية بتجاهل المرء لما يدور حوله، ولو لبضع ساعات في اليوم.