قال محمد زين الدين، أستاذ جامعي ومحلل سياسي، إن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وبسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، نقطة تحول جيوستراتيجية في ملف الصحراء والتعاطي مع القضية في أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وأضاف الدكتور زين الدين في تصريح ل"تليكسبريس"، إن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس 10 دجنبر2020، على مرسوم الاعتراف بمغربية الصحراء بأثر فوري، سيهل مأمورية دول أخرى في إنهاء هذا الصراع الذي عمر طويلا، علما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت دائما تتعامل مع الملف بنوع من الحياد وتراعي التوازنات، لكن اليوم تحول كبير في التعاطي مع هذه القضية. وأكد المحلل السياسي، أن القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية دعم مطلق لسيادة المغرب على أراضيه، وسيكون له ما بعده داخل أروقة مجلس الأمن، ونعرف أن أمريكا تتمتع بحق "الفيتو"، إلى جانب دول أخرى، وباعتبارها قوة عظمى سيكون لها تأثير على قرارات باقي الدول، في ملف الصحراء المغربية في المستقبل. ويضيف زين الدين، أن القرار الرئاسي الأمريكي، بمثابة توجيه للأمم المتحدة في الملف، وله أهمية قصوى لإنهاء الصراع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن دولا عظمى ستقتفي نفس التوجه الأمريكي، وهنا لابد من الإشارة إلى التحول النوعي لجنوب إفريقيا في التعاطي مع ملف الصحراء، حينما تبرأت قبل أيام من البوليساريو وتدخلها الأرعن في معبر الكركرات، ولعل قرار جنوب افريقيا لم يصدر من فراغ، لإدراكها مسبقا التحولات الجيوستراتجية في القارة الإفريقية. والآن، يقول المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، محمد زين الدين "إننا أمام واقع سياسي جيوستراتيجي جديد في المنطقة، وأن سنة 2021، ستكون بداية لنهاية البوليساريو، لعدة اعتبارات، على رأسها النجاح الدبلوماسي الهائل الذي يقوده جلالة الملك شخصيا منذ اعتلائه العرش في سنة 1999، وأننا لم نعد نبحث عن الدول التي كانت تعترف بجهة الانفصال لتسحب اعترافها، وإنما نعتمد على الدول الحليفة والصديقة للمغرب في إنهاء الملف". واسترسل قائلا، إن التحول الجديد في ملف الصحراء المغربية بعد القرار الأمريكي، نابع من قوة وشخصية المغرب ووجاهة مبادرة الحكم الذاتي ونشاط الدبلوماسية المغربية، والآن هاهو وضع سياسي جديد وتعاطي أخر مع الملف، سيكون له ثأتير في دول الاتحاد الأوربي وفي بريطانيا والصين وروسيا، وسيسهل مأمورية مجموعة من الدول لحسم موقفها بشكل نهائي، فالمغرب أصبح قوة وبوابة باتجاه القارة، حتما ستتنافس عليه الدول، ولابد لنا من الاشتغال الجاد على المستوى الوطني لنكون قدر المسؤولية والانطلاقة الفعلية نحو مستقبل أفضل..