أكد الخبير الجيو-سياسي الفرنسي، إيمريك شوبراد، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، لا يكتسي طابعا "جوهريا" وحسب بل إنه ذو رؤية "متبصرة". وقال الخبير الفرنسي في قراءة لمضامين الخطاب الملكي، إنه جوهري على عدة أصعدة. ففي البداية، ذكر جلالة الملك بأن المسيرة الخضراء ليست مجرد "حدث تاريخي تأسيسي"، بل "إنها دينامية تترسخ في الزمن. فاستكمال سيادة دولة عريقة مثل المغرب يستغرق سنوات بالضرورة". بعد ذلك، سلط جلالة الملك "الضوء على معطى جلي وإيجابي بالنسبة للمغرب نفسه، ولكن أيضا لاستقرار المنطقة برمتها، ألا وهو ترسيخ مغربية الصحراء". وفي هذا السياق، قام إيمريك شوبراد، مؤلف كتاب "الجغرافيا السياسية لملك، مقال حول مغرب حديث ومتعدد الأقطاب"، الصادر سنة 2019 عند دار النشر "إليبس"، بتعداد الانتصارات التي حققها المغرب في النزاع حول الصحراء. ففي البداية، هناك "انتصار على مستوى الأممالمتحدة، حيث أن الإيديولوجية الموروثة عن الحرب البادرة، غير العادلة وغير الواقعية، أضحت متجاوزة. ومن الواضح، أن مجلس الأمن يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي". تأتي بعد ذلك "الانتصارات على مستوى إفريقيا، حيث قام المغرب، الذي أصبح حاليا فاعلا رئيسيا في الاتحاد الإفريقي، في كل مكان، بتعزيز الدعم الذي تلقاه مغربية الصحراء والتفويض الكامل للأمم المتحدة بشأن هذا الموضوع". وأخيرا -يضيف شوبراد- "تتحقق المزيد من الانتصارات، بقيام عدة دول هذا العام بافتتاح تمثيليات قنصلية لها بكل من العيونوالداخلة، آخرها الإمارات العربية المتحدة". "وفي المجموع، هناك 163 بلدا عبر العالم، أي 85 بالمائة من الدول، لا تعترف بالكيان الشبحي المتمثل في البوليساريو". ولفت شق ثاني من الخطاب الملكي انتباه الخبير الجيو-سياسي المتخصص في القضايا البحرية: السيادة البحرية و"الاقتصاد الأزرق". وأضاف أن جلالة الملك ذكر بأن تنمية الأقاليم الجنوبية يمر عبر الاقتصاد الأزرق، وتطوير الموانئ مثل ميناء الداخلة الأطلسي، وتحلية مياه البحر، والطاقات البحرية المتجددة.