لا يمكن لأي شخص سليم العقل أن يشكك في نجاعة الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتي تعتمد مقاربة استباقية أثبتت نجاحها في الحيلولة دون وقوع عمليات إرهابية في البلاد. إلا أن بعض المعتوهين والمرضى النفسيين، الذين ألفوا السباحة في المياه العكرة، لا يتورعون في حمل معول التشكيك ووصف "التدخلات الأمنية" ب"المسرحية"، في محاولات لإقناع الرأي العام بأكاذيبهم وترهاتهم.. فمع إعلان السلطات المغربية تفكيك "الخلية الإرهابية" قبل شهر، والتي يتزعمها المدعو "مول التريبورتور"، برزت مجدداً هذه الأصوات النشاز المشككة في هذه العمليات الأمنية، باعتبارها مجرد "بروباغندا".. وقد انخرط في هذه الحملة التشكيكية أحد عتاة الشعبوية، ويتعلق الأمر بالمحامي محمد زيان، الذي فتح موقع حزبه لزوجة الإرهابي مول "تريبورتور" لكي تبخس العملية الأمنية الاستباقية التي كللت باعتقال زوجها وعناصر إرهابية أخرى في طنجة وتيفلت، قبل أن تتراجع زوجة أمير الخلية عن أقوالها بعد أن ووجهت بالدلائل القاطعة التي تورط بعلها، لتقر وتكشف جانبا من مخططاته الإرهابية.. المحامي زيان ابتلع لسانه، ومعه كل المشككين في العملية الأمنية، وقد تأكدت أمس الثلاثاء بما لا يدع مجالا للشك درجة خطورة هؤلاء الإرهابيين وما يشكلونه على امن المواطنين و استقرار المجتمع المغربي، حيث أقدم الإرهابي مول "التريبورتور" على قتل أحد حراس بسجن تيفلت2 حيث كان أعضاء الخلية الإرهابية يقبعون في انتظار محاكمتهم على خلفية التهم الموجهة إليهم.. ويتساءل المغاربة أين اختفى المحامي زيان وكل المشككين، حيث لم يظهر لهم أي أثر ولم يخرجوا ليدلوا بدلوهم حول العملية الإجرامية التي ذهب ضحيتها أمس الحارس الحبيب الهراس، الذي يشهد له زملاؤه وكل السجناء بالطيبوبة والأخلاق الحسنة، تاركا وراءه أرملة وطفلين.. إن ما قام به "الهيش مول التريبورتور" يكشف بالملموس بأن شخص خطير وأن خليته لو لم يتم تفكيكها: كانت ستقوم بترويع المغرب واقتراف جرائم أكثر خطورة من تلك التي وقعت في 16 ماي 2003 بالدار البيضاء.. إن المغرب ماض في تطبيق استراتيجيته في مكافحة الإرهاب، رغم نباح المشككين، وقد نجح بفضل هذه الاستراتيجية في تفكيك 200 خلية منذ 2003 بمعدل خلية شهرياً، وفق وزارة الداخلية. ويكفي أن المنتظم الدولي يعترف بجهود المغرب ونجاعة استراتيجيته في مكافحة الإرهاب، وهو من خلال توقيع المغرب مع الأممالمتحدة اتفاق، يوم الثلاثاء 6 أكتوبر الجاري، سيتم بموجبه إحداث مكتب لمكافحة الإرهاب والتكوين تابع للأمم المتحدة وهو الأول في أفريقيا، وسيساهم هذا المكتب في تعزيز قدرات الدول الأفريقية عن طريق بلورة برامج وطنية للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب. وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، "إن المغرب رائد في مكافحة الإرهاب بفضل جهوده في الداخل وفي أفريقيا وعلى الصعيد العالمي"، مشيرا إلى "أن افتتاح المكتب في الرباط يأتي كخطوة طبيعية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في أفريقيا، ويؤكد مكانة المغرب وريادته في هذا المجال". هذه النتائج وهذا النجاح المعترف به على الصعيد العالمي، يشكك في سلامة عقل المشككين في استراتيجية المغرب بخصوص محاربة الإرهاب والتطرف، ويجعل المغاربة لا يعيرونهم أي اهتمام وقديما قيل بأن "القافلة تسير والكلاب تنبح"..