من المقرر أن تنطلق، يوم الجمعة المقبل، في تركيا محاكمة غيابية لمواطنين سعوديين يتهمهم القضاء التركي بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر 2018 بقنصلية بلاده في إسطنبول، حسب ما كشفته خطيبة خاشجقي خديجة جنكيز. وبحسب مكتب المدعي العام في إسطنبول، فإن النائب السابق لرئيس المخابرات العامة السعودية أحمد عسيري والمستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني هما المدبران لعملية الاغتيال. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل بقنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر 2018، قولها إن محاكمة 20 سعوديا يتهمهم القضاء التركي بارتكاب الجريمة ستنطلق الجمعة غيابيا بهذه المدينة. وتبدأ المحاكمة في المحكمة الرئيسية في إسطنبول عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش)، وفق ما قالت جنكيز، مؤكدة أنها "ستكون هناك أيضا". ومن المتوقع أن تحضر أنييس كالامار، خبيرة الأممالمتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء، المحاكمة التي لم يتم حتى الآن تأكيد افتتاحها الجمعة رسميا. وكان أبناء خاشقجي قد أعلنوا في أواخر مايو الماضي "العفو" عن قتلة والدهم. وبعد ساعات على الإعلان عن العفو، أصرت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي التركية، على أنه لا "أحد" يملك حق العفو عن قتلته. وقُتل خاشقجي، الذي كان ينشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالات ناقدة لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر 2018 على يد سعوديين قدموا خصيصا من السعودية إلى تركيا لتنفيذ الجريمة. ووجه مدعون عامون في تركيا اتهامات في وقت سابق إلى عشرين سعوديا، بينهم معاونان بارزان سابقان لان سلمان، في ختام تحقيق استمر أكثر من عام في قضية مقتل خاشقجي. وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول في بيان آنذاك أنه جرى إعداد قرار اتهامي، وهو ما يمهد لبدء محاكمة بحق المتهمين. ويشير القرار إلى أن النائب السابق لرئيس المخابرات العامة أحمد عسيري والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني هما المدبران لعملية اغتيال خاشقجي. وتقول تركيا إن خاشقجي تعرض للخنق ثم قُطع جسده على يد مجموعة من السعوديين داخل القنصلية. ولم يُعثر قط على جثمان الصحافي الذي كان يبلغ من العمر 59 عاما، على الرغم من الدعوات التركية المتكررة للرياض بالتعاون في هذا الإطار. وتولت السلطات السعودية محاكمة عدد من المتهمين بقتل خاشقجي، قالت إنهم توجهوا إلى تركيا لتنفيذ الجريمة من دون علمها. وصدرت قبل أشهر أحكام بالإعدام والسجن في قضية أثارت إدانات دولية واسعة. ولم تُعرف أسماء المتهمين رسميا، وجرت المحاكمة بعيدا من وسائل الإعلام.