بعد انخراطهم داخل المستشفيات للقضاء على جائحة كوفيد-19، عاد طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة إلى أنشطتهم النضالية، حيث وجهوا نداءً إلى الحكومة بجعل مرحلة ما بعد كورونا "فرصة لتقييم الوضع الصحي بالبلاد، والتعامل بجدية مع مطالب العاملين بالقطاع الصحي". ودعت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، في بلاغ لها، إلى جعل هذا "التقييم موضوعيا للمنظومة الصحية ولقطاع التكوين الطبي بإشراك جميع المتدخلين عبر عقد مناظرة وطنية حول الصحة والتكوين الطبي للخروج بميثاق وطني يطبق على أرض الواقع". وشددت التنسيقية على "ضرورة رد الاعتبار المادي والمعنوي للأطر الطبية والنهوض بقطاع التكوين الطبي العمومي ليلائم حجم التحديات المستقبلية، والرفع من ميزانية المستشفيات العمومية وميزانية كليات الطب ليتسنى لها مواكبة التقدم العالمي في التكوين الطبي". واشتكى طلبة الطب وطب الأسنان، من تأخر صرف مستحقات الأطباء الداخليين، طلبة السنة السابعة، لمدة وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من ثمانية أشهر، محذرين من أن هذا الأمر قد "يؤشر على احتقان الأوضاع من جديد". واستغرب بلاغ التنسيقية من "عدم صدور المرسوم الذي يؤشر على الزيادة في قيمة المستحقات من 1500 درهم إلى 2000 درهم، ابتداء من يناير 2020، كما نص على ذلك الاتفاق الموقع بين التنسيقية والحكومة". وبسبب هذا الوضع، يضيف الطلبة الأطباء، "سيعودون إلى استئناف أنشطتهم النضالية والعلمية ابتداء من تاريخ رفع الحجر الصحي، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية الموصى بها، حيث شرعوا في حمل شارات سواء منذ الاثنين 8 يونيو الجاري، خلال تأدية مهامهم وتعبيرا عن احتجاجهم". وطالبت التنسيقية باستئناف عمل اللجنة المشتركة لإصلاح التكوين الطبي بالمغرب، مع احترام تشكيلة عضويتها الأساسية، مسجلة، استغرابها من "حجم التأخير الذي شاب عملها والتغييرات المشبوهة لأعضائها". من جهة ثانية، طالبت التنسيقية وزارة التعليم العالي ب"جدولة اجتماعات تتبع نقاط محضر اتفاق 28غشت 2019، بخصوص الشق المتعلق بنظام الدراسات الطبية الجديد الخاص بالطب العام وطب الأسنان والتي تم تجاوز الآجال المتعهد بها من طرف الوزارة"، بالإضافة إلى "تحيين قيمة المنحة الدراسية "منحتي" للطلبة المستحقين ابتداء من السنة الثالثة، تماشيا مع مضامين اتفاق 28غشت 2019". وكان طلبة الطب قد انخرطوا بدورهم في محاربة جائحة كورونا، عبر مرابطة ومداومة الأطباء الداخليين طلبة السنة السابعة أو منهم على مشارف التخرج بمصالح المستعجلات ومصالح الاستشفاء الخاصة بمرض كوفيد 19، وعبر تطوع الطلبة الخارجيين لتلقي مكالمات المواطنين بمراكز الاتصال "ألو 141" ومواصلة طلبة السنة السادسة لعملهم في المصالح الاستشفائية الجامعية أو في وحدات التدخل الطبي السريع الخاصة بكوفيد19 ومصالح المختبرات والتحاليل.