شرع الإعلامي والكاتب الصحفي وخبير التواصل، الدكتور أحمد الدافري، العضو السابق في لجنة انتقاء الأعمال التلفزية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يومه الخميس 2 يناير 2020، في كشف اختلالات تعتري عمل هذه اللجنة التي كان عضوا فيها قبل أن يقدم استقالته منها شهر أكتوبر الماضي، حيث بدأ في نشر سلسلة حلقات على صفحته في الفايسبوك ابتداء من اليوم. وفي ما يلي ما جاء في الحلقة التي نشرها اليوم: نتوكل على الله ونبدأ انطلاقا من اليوم الخميس 2 يناير 2020 بالكشف عن عدد من الاختلالات التي يشهدها الإنتاج التلفزي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، انطلاقا من عدد من الوقائع التي أنتظر أن يقوم المجلس الأعلى للحسابات بالبت فيها وبطلب استفسارات حولها، وإلا فلا مجال للحديث لا عن حسابات ولا عن محاسبة ولا هم يحزنون... وسنعمل إن شاء الله على الكشف على التوالي عن كل تجاوز واختلال على حدة، بناء على المعطيات التي نتوفر عليها، والمدعومة بالوثائق والمستندات.. هناك شركة تديرها امرأة لديها صورة تظهر فيها خلال إحدى الأنشطة التلفزية رفقة كل من المدير العام للقناة الثانية ورئيسة لجنة انتقاء الأعمال التلفزية بالشركة الوطنية.. هذه الشركة كانت قد فازت بأكبر صفقة في طلبات عروض برامج رمضان 2018 بالقناة الأولى من خلال الاستفادة من تنفيذ إنتاج مسلسل تلفزي بقيمة مليار و 314 مليون سنتيم..المدة التي كان من المفروض أن يتم فيها إنجاز هذا المشروع هي 6 أشهر حسب قانون طلبات العروض المفتوح رقم 01 /2017 الخاص برمضان 2018.. لكن هذا العمل لم يتم تنفيذه في الآجال القانونية.. ودام تنفيذه مدة طويلة، وتم تسليم حلقاته لمديرية الإنتاح والبث بعد أكثر من سنة ونصف. وتم تغيير مخرجه الذي كان من المنتظر أن يقوم بإخراجه، والذي جاء للدفاع عنه أمام اللجنة.. وهو مخرج كانت رئيسة اللجنة تشيد بمستواه أمام أعضاء اللجنة، لتزكية العمل. وعندما تم عرض هذا العمل في القناة الأولى في أواخر فبراير 2019، اتضح من خلال طريقة تنفيذ إنتاجه، أن كلفة إنتاجه قليلة جدا، ولا يمكن أن تصل إلى الميزانية التي تم رصدها له، وقد ناقش أعضاء اللجنة هذا الأمر بعد مشاهدة العمل واقتنعوا بمن فيهم الرئيسة، بأن هذا العمل لم يكن على الإطلاق في مستوى التطلعات من حيث الإنتاج.. لكن الغريب في الأمر، أنه عندما كانت هذه الشركة مازالت تعاني من مشاكل في تنفيذ إنتاج هذا العمل، فازت بصفقة مسلسل آخر ضمن طلبات عروض رمضان 2019 في القناة الأولى ميزانيته أيضا مليار و314 مليون سنتيم. والغريب في الأمر أن مشروع هذا المسلسل الأخير الذي يتضمن عددا من الأخطاء العلمية كانت اللجنة قد رفضته في دورة سابقة معللة رفضها بأنه غير مقنع على مستوى التناول والبناء الدرامي، والرفض كان ضمن عرض ميزانيته كانت أقل من الميزانية التي فاز بها لاحقا... هذا المسلسل المليء بالأخطاء العلمية، لم يتم تسليمه إلى القناة الأولى لحد الآن، لأن الشركة التي فازت به تنشغل بتنفيذ صفقات أخرى تفوز بها في القناة الثانية دوزيم... وفي الوقت الذي كان فيه من المفروض أن تحرص هذه الشركة على الوفاء بالتزاماتها مع القناة الأولى، وأن تنهي هذا المسلسل، تتوالى المفاجآت، ويتم منح هذه الشركة مسلسلا آخر ضمن طلبات عروض رمضان 2020، وهو مسلسل مهلهل من حيث الكتابة، مليء بالأخطاء من حيث تقنية الكتابة واللغة والمواقف، وسبق لكاتبه أن اتهمه يوما سيناريست بأنه سطا له على سيناريو ونسبه لنفسه.. ميزانية هذا المسلسل، دائما وكالعادة، هي مليار و 314 مليون سنتيم. وهذه الشركة هي الوحيدة التي فازت هذه السنة بهذا العرض، أمام عدد من المنافسين، من بينهم شركات تقدمت بمشاريع أتت بأفكار جديدة كانت تستحق أن تفوز بهذا العرض.. (يُتبع)