أمر قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس بالجزائر، اليوم الخميس، بالإفراج عن المجاهد لخضر بورقعة. وحدّد القاضي محاكمة لخضر بورقعة يوم 12 مارس المقبل، كموعد لمحاكمته في حالة سراح. ووضع أحمد بورقعة المعروف باسم "لخضر بورقعة" رهن الحبس المؤقت، يوم 30 يونيو 2019، ووجهت إليه تهما إهانة هيئة نظامية جزائرية والمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش. ويعتبر بورقعة، البالغ من العمر 86 عاما، أحد قادة جيش التحرير الجزائري خلال حرب الاستقلال ضد فرنسا. وكان بورقعة قد خضع سابقا للاستجواب بسبب تصريحاته ضد الجنرال قايد صالح، وفقا لما ذكره حفيده عماد بورقعة. ونشر التلفزيون آنذاك في شريط إخباري خبار جاء فيه: "أمر قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس (بالعاصمة) بوضع أحمد بورقعة المعروف بلخضر بورقعة رهن الحبس المؤقت بتهمتي إهانة هيئة نظامية والمساهمة في مشروع إضعاف الروح المعنوية للجيش الغرض منه الاضرار بالدفاع الوطني". وأيد بورقعة التظاهرات الاحتجاجية غير المسبوقة منذ انطلاق الحراك الشعبي يوم 22 فبراير، ضد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في الثاني من أبريل بعد 20 سنة في الحكم، وبعد ذلك ضد رموز نظامه وأبرزهم رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح، الذي رحل الشهر المنصرم، ولايزال الحراك مستمرا إلى حين أسقاط نظام العسكر حسب الشعارات التي يرددها المحتجون كل جمعة وثلاثاء.. من قائد لجيش التحرير إلى سجين في محاولة انقلاب كان بورقعة قائدا في جيش التحرير بين 1956 و1962 برتبة رائد. وبعد الاستقلال أصبح معارضا لنظام الرئيسين أحمد بن بلة وهواري بومدين الذي سجنه لنحو عشر سنوات بعد محاولة انقلاب في 1967. ردود الأفعال الجزائرية وعبر حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر والذي كان لخضر بورقعة أحد مؤسسيه عام 1963، عن "الغضب" إثر عملية الاعتقال. كما يطالب الحراك الشعبي عبر شعاراته واللافتات المرفوعة كل اسبوع، بإطلاق المعتقلين وضمنهم لخضر بورقعة.. من جهتها اعتبرت حركة مجتمع السلم، وهي حركة إسلامية، في بيان "سجن المجاهد (محارب في حرب الاستقلال) تصرفا خاطئا يمثل رسالة سلبية تجاه التطورات المستقبلية"، ودعت "إلى إطلاق سراحه فورا". واعتبر ناشطون وصحافيون وجامعيون في عريضة نشرها الحقوقي فوضل بوماله أن هذا "الاعتقال يعتبر انحرافا خطيرا". وأضافت العريضة "أن هذه الممارسات القمعية شبه اليومية ضد كل من يخالف السلطة الاتجاه أو الرأي أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لما تبقى من الحريات الفردية والجماعية". وذكر عماد بورقعة أن جده خضع للاستجواب بسبب تصريحاته ضد الجنرال قايد صالح، رجل البلاد القوي منذ استقالة بوتفليقة. واتهم لخضر بورقعة قايد صالح بأنه يريد أن يفرض "مرشحه" في الانتخابات الرئاسية المقبلة.