قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بالرباط، إن الذكرى ال64 لعيد الاستقلال تعتبر منارة وضاءة ومحطة باسقة في تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات. وأبرز الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية تخليدا للذكرى ال64 لعيد الاستقلال، أن هذه الذكرى تجسد انتصار لإرادة القمة والقاعدة إبان مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والإنعتاق، مؤكدا أن أهمية هذه الذكرى تستوجب وقفة تأمل وتدبر في تاريخ المغرب الطافح بالأمجاد وبالمحطات المشرقة. كما تشكل هذه الذكرى، حسب المندوب السامي، برهانا قاطعا على إجماع كل المغاربة قمة وقاعدة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن حيث تبقى الميزة الأساسية لهذا الكفاح البطولي كامنة في ذلك الإجماع الوثيق على التشبث بمقدسات الوطن الذي أبان عنه المغاربة بمختلف شرائحهم الاجتماعية وانتماءاتهم المجالية والفكرية والسياسية. وذكر أنه منذ فرض معاهدة الحماية على المغرب في 30 مارس 1912 تصدى المغاربة للاحتلال الأجنبي ودخلوا في مواجهة مستميتة وشرسة مع قواته، مشيرا إلى أنه في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي واجهت الإقامة العامة أسلوبا جديدا من أساليب المقاومة ويتعلق الأمر بالنضال السياسي الذي انطلق بتأسيس كثلة العمل الوطني وامتدت شرارته إلى القرى والبوادي بقيادة الحركة الوطنية. وأفاد الكثيري أنه إثر تقديم وثيقة المطالبة الاستقلال في 11 يناير 1944 إلى سلطات الاقامة العامة من طرف رجال الحركة الوطنية، بتنسيق مع جلالة المغفور له محمد الخامس، تضاعف سعار المستعمر الذي قرر مواجهة الموقف بحملات العنف والتصفية الجسدية التي طالت عشرات المتظاهرين في فاسوسلاوالرباط وغيرها من المدن، عقب الانتفاضات العارمة التي شهدتها كافة أنحاء البلاد ابتداء من يوم 29 يناير 1944 تأييدا للمطالب العادلة التي تضمنتها عريضة المطالبة بالاستقلال. وأضاف أن معارك الكفاح الوطني تواصلت بانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956، واللقاء التاريخي المتجدد لبطل التحرير والاستقلال برعاياه الوافدين من كل الأقاليم الصحراوية إلى محاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 لتجديد البيعة والولاء وخطابه التاريخي المؤكد على صمود المغرب وتصميمه على استرجاع صحرائه السليبة. وخلص الكثيري إلى أن الذكرى ال64 لعيد الاستقلال المجيد تعتبر محطة مشرقة من تاريخ المغرب التليد لما تجسده من معان سامية وعبر بالغة الدلالة وما تختزنه من قيم ومثل عليا ما أحوج الناشئة والأجيال الصاعدة إليها لتتزود من ينابيعها وتستنير بأقباسها لمواجهة تحديات العصر وربح رهانات الحاضر والمستقبل. وتميز هذا المهرجان الخطابي، الذي تميز بحضور عدد من الشخصيات وفعاليات ومنظمات المجتمع المدني، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير (عددهم 9)، وذلك وفاء وتقديرا وتكريسا لثقافة الاعتراف بجميل تضحياتهم من أجل الوطن. وكانت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قد سطرت برنامجا لتخليد الأعياد الثلاثة المجيدة (عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال)، تضمن تنظيم صبيحة تربوية بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، ومعرضا للصور التاريخية والاصدارات المندوبية، ولقاء تواصليا بالثانوية التأهيلية أبي بكر القادري بسلا.