لليوم الثاني على التوالي، تجددت المواجهات بالعاصمة البوليفية لاباز مساء الثلاثاء بين عناصر الشرطة و متظاهرين يحتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية التي تمنح، مؤقتا، الفوز للرئيس المنتهية ولايته إيفو موراليس. وأفادت تقارير إعلامية بتجمع المتظاهرين أمام فندق تتخذ منه اللجنة الانتخابية المكلفة بفرز أصوات الناخبين مقرا لها، موضحة اندلاع مواجهات و صدامات إثر رشق المتظاهرين عناصر الشرطة بالحجارة لترد قوات الامن عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع. وأحرق المتظاهرون في مدينة "سوكري" (جنوب شرق) و "بوتوسي" (جنوب غرب) مقر المحكمة الانتخابية المحلية، وأحرقت محكمة انتخابية ثالثة ليل الثلاثاء الأربعاء في كوبيخا (شمال). وبدأ إضراب عام اليوم الأربعاء في بوليفيا بدعوة من المعارضة التي دعت السلطات المكلفة بالانتخابات إلى تنظيم جولة ثانية من الاستحقاق الرئاسي فيما يتواصل فرز أصوات الناخبين وإن ببطء كبير. ونشرت الهيئة المذكورة نتائج اولية للانتخابات الرئاسية أظهرت تصدر موراليس في السباق نحو القصر الرئاسي دون الحصول على الأصوات اللازمة لحسم هذه الاستحقاقات انطلاقا من جولتها الاولى. وسرعان ما حصل تحول في هذه النتائج يبرز حسم موراليس للاقتراع الرئاسي دون الحاجة إلى جولة ثانية، وهو ما اعتبره غريمه كارلوس ميسا تزويرا طال نتائج الانتخابات. ودعت نقابات موالية للحكومة أعضاءها إلى الدفاع عن النتائج الرسمية والتجمع اليوم الأربعاء في العاصمة دعما لموراليس. وقال موراليس، في مؤتمر صحافي، إنه يعتزم اتخاذ اجراءات ل"الدفاع" عن الديمقراطية وأبدى "وثوقه" بأنه سيكون الفائز في هذه الاستحقاقات دون الحاجة الى دورة ثانية. وندد بالاضراب الذي بدأ بدعوة من المعارضة واعتبره بمثابة "انقلاب" قائلا "هناك انقلاب جار. أريد أن يعرف ذلك شعب بوليفيا. وحتى الآن، بكل تواضع، تعاملنا معه لتجنب العنف ولم ندخل في مواجهات". ومن المقرر ان تعقد منظمة الدول الأمريكية اجتماعا حول بوليفيا اليوم الأربعاء بواشنطن. وليل الاثنين -الثلاثاء، اندلعت في أنحاء مختلفة من بوليفيا أعمال عنف شملت إضرام النار وصدامات مع قوات الأمن وعمليات نهب وتخريب، وذلك بعد نشر نتائج غير نهائية للانتخابات الرئاسية اعتبرتها المعارضة تزويرا، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية. وفي تصريح لوسائل إعلام في سانتا كروث (شرق)، قال ميسا: "لن نعترف بهذه النتائج التي تندرج في إطار عملية تزوير مخزية تضع المجتمع البوليفي في حالة توتر غير ضرورية". ويأتي موقف ميسا بعيد إبداء بعثة منظمة الدول الأمريكية لمراقبة الانتخابات "قلقها العميق ودهشتها" إزاء التحول الفجائي في نتيجة الانتخابات الرئاسية. وقالت البعثة، التي نشرت حوالي مائة مراقب دولي في البلاد، إنها "تعرب عن قلقها العميق ودهشتها للتغير الجذري الذي يصعب تفسيره في اتجاه النتائج الأولية التي نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع". وقد أعلن أنطونيو كوستاس، نائب رئيس المحكمة الانتخابية العليا استقالته من منصبه، على خلفية قرار المحكمة بتعليق نشر النتائج الأولية لهذه الاستحقاقات. وكانت النتائج الأولية الرسمية للانتخابات، والتي نشرت في وقت متأخر من ليل الأحد أظهرت، أن موراليس تصدر الانتخابات لكنه لم يتمكن من جمع الأغلبية المطلقة اللازمة للفوز من الدور الأولى، وبالتالي سيتعين عليه خوص جولة ثانية ضد مرشح المعارضة الصحافي والرئيس السابق كارلوس ميسا. ومساء الإثنين في تمام الساعة التاسعة (01:00 بالتوقيت العالمي)، قالت المحكمة الانتخابية العليا على موقعها الإلكتروني إنه استنادا إلى نتائج فرز 3ر95 بالمائة من الأصوات فقد حصل موراليس على 87 ر46 بالمائة من الأصوات مقابل 73ر36 بالمائة لمنافسه الرئيسي كارلوس ميسا. ولكي يفوز مرشح من الدورة الأولى يتعين عليه أن يحصل على أزيد من 50 بالمائة من الأصوات أو أن يحصل على 40 بالمائة من الأصوات بشرط أن يكون الفارق بينه وبين أقرب منافسيه 10 نقاط مئوية على الأقل.