في أجواء يطبعها الألم والأسى، خلد الشيليون أمس الأربعاء بسانتياغو الذكرى ال 47 لضحايا الانقلاب العسكري الذي أطاح يوم 11 شتنبر 1973 بالرئيس الاشتراكي سالفادور أليندي وأرسى بقوة السلاح نظاما عسكريا بقيادة الجنرال أغوستو بينوشي (1973-1990). وقدمت حشود من المتظاهرين لتتجمع أمام أحد بوابات الخروج من مقر الحكومة الواقع بشارع موراندي، وهي البوابة ذاتها التي أخرجت منها جثة الرئيس أييندي (1970-1973) الذي قضى إثر الانقلاب العسكري. وأمام هذه البوابة، حمل المتظاهرون أسماء ضحايا هذا الأسود الذي قصف فيه قصر "لا مونيدا" من قبل طائرات عسكرية قبل اقتحامه من قبل الانقلابيين تحت وابل من الرصاص الذي كان يطلقه قناصة اعتلوا سقفه. وردد المتظاهرون ومن ضمنهم ضحايا مراكز الاعتقال التي أقامتها ديكتاتورية الجنرال بينوشي شعارات من ضمنها "الرفيق سالفادور أليندي، حاضر". وتوجه المتظاهرون لاحقا نحو معلمة شيدت أمام قصر لا مونيدا تخليدا لذكرى أييندي قبل أن يضعوا عليها أكاليل من الورود وشموعا ورسالة تشيد بهذه الشخصية السياسية الشيلية البارزة. وفي كلمة متلفزة ألقاها من مقر الحكومة، قال الرئيس سيباستيان بينيرا إن الشيليين "ليس لهم حق توريث أطفالهم والأجيال المقبلة الانقسامات ذاتها والكره اللذين تسببا في معاناتنا كثيرا في الماضي". وفي هذا الصدد، ذكر بينيرا أن 11 شتنبر يمثل "يوما حمل الكثير من الوقائع الكبرى في الشيلي: حكومة الوحدة الشعبية، والانقلاب العسكري لأغوستو بينوشي، والعودة للديمقراطية". وأشار إلى أن "ما وقع قبل 46 عاما يجب أن يعلمنا أهمية عدم إعمال العنف في السياسية، ويفرض علينا احترام الحقوق الأساسية للمواطنين". ودعا الشيليين والشيليات الى التفكير "بهدوء وحسن نية في أسباب ونتائج 11 شتنبر 1973". وشاركت العديد من المنظمات والأحزاب السياسية في تخليد هذه الذكرى من ضمنها الحزب الشيوعي وجمعية آباء المعتقلين المختفين. واعتقل يوم الأحد الماضي 23 شخصا إثر حوادث طبعت مظاهرة نظمت لتخليد ذكرى ضحايا ديكتاتورية أوغوستو بينوشي. وتظاهر أزيد من 40 الف شخص بسانتياغو قبيل ثلاثة أيام من حلول الذكرى ال 46 للانقلاب العسكري وبداية الديكتاتورية العسكرية وفقا للشرطة التي أفادت بأن مواجهات قد تفجرت بين عناصرها وملثمين كانوا يحملون عصيا وحجارة وانتهت باعتقال 23 شخصا. وعمد عسكريون شيليون بقيادة الجنرال بينوشي يوم 11 شتنبر 1973 الى قلب حكومة الرئيس الاشتراكي سالفادور أييندي المنتخبة ديمقراطيا، وقد انتحر أليندي يومها بالقصر الرئاسي بعد أن اقتحمه الجيش. وتحت شعار "من أجل الحقيقة والعدالة"، دعت العديد من منظمات اليسار الى تنظيم هذه المظاهرة من أجل الدعوة الى المضي قدما في التحقيقات القضائية حول جرائم الديكتاتورية. ومن أصل 1200 حالة اختفاء، لم يتم الكشف سوى عن نحو مائة حالة الى حدود الوقت الراهن. وقد رميت العديد من جثت المختطفين الذين نفذت في حقهم إعدامات جماعية في البحر او تم تفجيرها من قبل الجيش لمسح آثار هذه الجرائم. ووفقا لأرقام رسمية قتل 3200 شيلي في عهد ديكتاتورية بينوشي على يد أجهزة الأمن من ضمنهم 1192 شخصا لا يزال مصيرهم مجهولا، وتكبد 33 ألف شخص التعذيب والسجن فيما اضطر 300 ألف آخرين إلى اللجوء.