تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، افتتحت، اليوم الخميس بالداخلة، أشغال الملتقى الثاني لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، المنظم تحت شعار "الذكاء الاقتصادي وآفاق التطور الترابي بإفريقيا"، بمشاركة نحو 26 بلدا إفريقيا. ويتوخى هذا اللقاء، الذي ينعقد خلال الفترة ما بين 19 و23 يونيو الجاري، تسليط الضوء على واقع التجارب الوطنية الإفريقية بشأن الذكاء الاقتصادي الترابي، من خلال مقاربة أكاديمية وسياسية وعلمية. ويسعى هذا الاجتماع إلى إبراز تجارب البلدان والمدن الإفريقية في ما يتصل بالذكاء الاقتصادي، من خلال التجارب المتعلقة بالابتكار الاقتصادي والمالي والاجتماعي والثقافي، وتكوين الأطر والمنتخبين، والتأهيل الرقمي للتراب، وكذا تجارب النهوض بالسياسات والأنشطة المتصلة بالتنمية المستدامة، وتدبير الماء، والفلاحة والسياحة المستدامة. كما يهدف هذا الحدث، الذي يندرج في إطار أنشطة الجامعة المفتوحة للداخلة برسم سنة 2019، إلى تقاسم الممارسات الفضلى، وتأسيس جمعيات إفريقية جديدة للذكاء الاقتصادي، وتقديم خارطة طريق لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي للفترة 2019-2021. وسيتم خلال هذا الملتقى، المنظم في إطار الجامعة المفتوحة للداخلة من قبل جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية ومنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي وبشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، مناقشة نموذج شراكة مستقبلي في مجال الذكاء الاقتصادي بإفريقيا، واستخلاص الدروس من التجارب الناجحة للجماعات الترابية الإفريقية في هذا المجال. وفي كلمة افتتاحية، قال إدريس الكراوي، رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي ورئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، إن مجال الذكاء الاقتصادي يكتسي أهمية بالغة ويحمل راهنية حقيقية بالنظر إلى التحديات المستقبلية التي تنتظر المجتمعات والاقتصاديات الإفريقية، وذلك في ظل ظرفية عالمية بدأت تفرز أخطارا جديدة وأجيالا جديدة من الحروب تنتج بدورها ظواهر نوعية على كافة المستويات (الاقتصادية والسياسية والأمنية والجيو استراتيجية)، لها تأثيرات عميقة على أمن واستقرار وتنمية القارة. وأوضح أن هذه التأثيرات تحتم على الحكومات والجماعات الترابية والمقاولات والمجتمعات المدنية الإفريقية التسلح باليقظة الاستراتيجية والدراسات المستقبلية، من خلال تطوير سياسات عمومية في مجال الذكاء الاقتصادي الترابي على صعيد كافة مكونات مجالاتها الترابية. ومن جانبه، قال لمين بنعمر، والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، إن تتظيم هذا الملتقى العلمي يندرج في إطار دعم وتكريس عدد من المبادرات في مجال الابتكار والتنافسية بالقارة الإفريقية. وأشار بنعمر إلى أن هذا الملتقى سيشكل مناسبة لإثراء نقاش علمي منتجع وفعال، داعيا إلى إرساء مخطط شامل في مجال الذكاء الاقتصادي من أجل التأسيس لمجموعة اقتصادية حاملة للقيمة المضافة في إفريقيا. ومن جهته، أكد محمد الأغظف أهل بابا، النائب الأول لرئيس مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب، أن اختيار الداخلة، بوابة المغرب على إفريقيا، لاحتضان هذا الملتقى، يعد تأكيدا جديدا على مكانة المدينة كأرض للقاءات والتظاهرات الإفريقية. وأضاف أهل بابا أن الدورة الثانية من هذا الملتقى الإفريقي تعد بمثابة منصة لتقوية أسس التعاون جنوب - جنوب وتطوير مزيد من الشراكات وتبادل التجارب والخبرات وتقاسم الممارسات الجيدة في مجال الذكاء الاقتصادي ودعم النمو الاقتصادي بين مختلف بلدان القارة. وبدوره، أكد رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب، سيدي أحمد بكار، أن الذكاء الاقتصادي يعتبر من الأساليب الجديدة في عمل الإدارة الحديثة، التي تهدف إلى حماية المعلومة، والولوج إلى المنافسة في المجال الاقتصادي، وضمان الأمن الاقتصادي وأمن المؤسسات ودعم القوانين والأنظمة. وأشار إلى أن مستقبل إفريقيا يظل رهينا، بالأساس، بتنمية المجالات الترابية والعمل على تطويرها لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة، معتبرا أنه لا يمكن تحقيق أية تنمية من دون تبني مقاربة جماعية ومندمجة تهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد والثروات التي تزخر بها إفريقيا، للمساهمة في تحقيق نمو شامل واستدامة بيئية واندماج اجتماعي لشعوبها. وتميزت الجلسة الافتتاحية، التي حضرتها شخصيات دولية وإفريقية في مجال الذكاء الاقتصادي وعدد من المنتخبين المحليين ورؤساء المصالح الخارجية، بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال توسيع منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، وتطوير القدرات الإفريقية في الذكاء الاقتصادي الترابي بالقارة، بالإضافة إلى توزيع جائزة أحسن بحث في الذكاء الاقتصادي بإفريقيا. يذكر أن الدورة الأولى من الملتقى الإفريقي حول الذكاء الاقتصادي انعقدت يومي رابع وخامس ماي 2018 بالداخلة، بمشاركة 23 بلدا من إفريقيا الناطقة بالإنجليزية والبرتغالية والفرنسية.