شهدت محكمة الاستئناف بمدينة سلا أمس أطوار الجلسة الثالثة من أشواط محاكمة خلية الدواعش التي ذبحت السائحتين الأوربيتين بنواحي مراكش، اعترافات خطيرة للمنفذين الرئيسيين. وهكذا وقف أمس عبد الصمد جود، المتهم الرئيسي أمام رئيس الجلسة يروي قصة تطرفه وكيفية تشكيل الخلية لاستهداف الكنائس والمعابد اليهودية والدرك الملكي والمباني السياحية، قال زعيم خلية "الذبح"، إنه من مواليد 1993، واعترف بأدق التفاصيل التي أظهرت كيف تحول من نجار إلى جزار. شرع جود في سرد اعترافاته أمام القاضي وقال انه قام باربع محاولات إرهابية، قبل أن يقاطعه رئيس الجلسة بأن المتهمين اعترفوا أمام قاضي التحقيق ب7 محاولات وليست 4. ليس هذا فقط بل إن المتهم الرئيسي في ذبح الفتاتين الأوروبيتين، كشف عن محاولات لصناعة متفجرات، حيث قام بتنزيل برنامج تطبيقي على هاتفه للتعرف على تقنيات صناعة المتفجرات وطريقة استعمالها. واضاف جود :"3 أيام قبل ليلة 16 دجنير كنا متفقين على استهداف الأجانب، موضحا :"ليلة الأربعاء نصبنا خيمة في نواحي شمهروش فديك الليلة سمعنا شي غوات وشي وحدين شاعلين ضو كيضرور بالخيمة حنا مخرجناش من خيمة". وتابع :"نعسنا تقريبا شي ساعتين وفقنا مع 12 د ليلا وطلعنا لفوق حيث تما فين كاينين السائحتين"، مضيفا :"حلات وحدة سلسلة ديال الخيمة طلات ومن بعد سدات فاش هضرنا معها، من بعد دخلت عليها وضربتها وعفط على راسها وذبحتها". وأكد المتهم نفسه أن العملية تم تنفيذها بدون خطة مسبقة، وبعدها اتفق مع عناصر الخلية السفر نحو الصحراء للاختباء. جود وشركائه قاموا بجمع 20 ألف درهم لشراء الأسلحة البيضاء وبعض الألبسة والمواد التي يحتاجونها في العملية. وأضاف انه بعد ليلة الرعب، أزال المتهمون اللحي واغتسلوا. وفجرت شهادات واعترافات المتهمين في خلية شمهروش، عن "المصدر الفكري" لتطور تطرفهم، حيث قال عبد الصمد جود إن "الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي ابن منطقته"، موضحا أنه" تعلم الدين عن طريق دار القرآن المتواجدة في شارع آسفيبمراكش". وأوضح زعيم الخلية في أجوبته عن أسئلة النيابة العامة ومحامي الضحية الدنماركية بأنه: قبل أسبوع قررت الخلية الشروع في تنفيذ العمليات". من جهته، اعترف يونس بوزياد، الملقب ب"بوبكر البوباكي"، ولد سنة 1991 من قرية تاحناوت، بعلاقته بالجريمة، معبرا عن "قناعته الأساسية في محاربة الصليبيين بسبب ما يتعرض له المسلمون على أيديهم". وقال بوزياد لرئيس الجلسة :"كانت لدي رغبة للهجرة إلى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق"، مضيفا :"عندما لم نتمكن من ذلك قررنا تنفيذ العمليات هنا في المغرب". وأوضح بوزيان أنه "بايع داعش"، مؤكدا ما ذهب إليه زعيم الخلية، بكونه شارك إلى جانب في عملية ذبح السائحتين، بالقول :"فاش دخلنا على دوك السائحتين ضربناهم بالحجر فراسهم وحيدت راسها لواحدة ورشيد افاطي كيصور". وقال بوزيان إنه :"كان يفكر إلى الجهاد مع تنظيم بوكو حرام في الصومال"، موضحا أن "اخترت الالتحاق لداعش عبر الصحراء". وقال المتحدث كذلك :"انا من قمت بصناعة علم داعش". وعن علاقته بالمتهم السويسري كيفن، قال بوزيان: "تعرفت على كيفن عن طريق عبد الصمد جود الذي اخبرني بأن كيفن سيلتحق إلى داعش".