خصص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثاني من زيارته للجزائر للمواقع التاريخية في العاصمة الجزائرية التي يعرفها جيدا بما انه سبق أن أقام فيها وحيث استقبل بحفاوة شديدة. فقد وجد الرئيس الفرنسي في استقباله جماهير متحمسة وأعلام جزائرية عملاقة معلقة في نوافذ وشرفات البنايات التي تعود إلى العهد الاستعماري.
وترحم هولاند على روح المناضل الفرنسي من اجل استقلال الجزائر موريس اودان الذي توفي تحت التعذيب بعد توقيفه من طرف الجيش الفرنسي عام 1957.
وفي الساحة التي تحمل اسم موريس اودان, توقف هولاند طويلا اما اللوح التذكاري لهذا الشاب (25 سنة) الشيوعي الذي قتل ولم يتم العثور على جثته ابدا وان كانت ارملته تقلت مؤخرا وعودا بنشر الارشيف الفرنسي حول مقتله.
وخطى الرئيس الفرنسي بعض الخطوات برفقة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال لتحية الجزائريين الذين اصطفوا على جانبي شارع ديدوش مراد الذي يعبر ساحة موريس اودان والذين ازدحمت بهم ايضا شرفات المنازل.
وتنقل هولاند وهو يصافح الايادي الممدودة اليه وخلفه الوفد المرافق له وسط هتاف الجماهير ودوي طلقات فرقة الخيالة, بينما كان الشباب يرددون "وان تو ثري فيفا لا لجيري" 2,1,3 تحيا الجزائر.
وعاد فرانسوا هولاند بذاكرته الى الايام التي قضاها في الجزائر في 1978, من خلال زيارة مطعم وحانة بالقرب من جامعة الجزائر.
وقال صاحب المطعم حسن فناك لوكالة فرنس برس "قال لي (الرئيس هولاند) ان المطعم جميل ويقدم سمكا جيدا".
واضاف "اكد لي انه كان من بين الاماكن المفضلة لديه في 1978 عندما كان يعيش في الجزائر" خلال تدريب اجراه في السفارة الفرنسية قبل تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة بباريس.
وكان هولاند توجه في وقت سابق الى المقبرة الاوروبية في حي بولوغين المطل على البحر.ويرقد في هذه المقبرة التي كانت تحمل اسم "القديس اوجان", التسمية القديمة للحي, مئات الفرنسيين الذين قضوا في الجزائر وقنصل فرنسا خلال الحقبة العثمانية.وحيا الرئيس الفرنسي النصب التذكاري للجنود الافارقة الذين حاربوا في الجيش الفرنسي الاستعماري المشكل من عناصر من المغرب العربي وغرب افريقيا.
وعند الخروج من المربع العسكري في المقبرة توقف الوفد في القسم اليهودي امام ضريحي اسحاق ابن الحاخام شرشات بارفات المولود في فالنسيا والذي توفي في الجزائر عام 1408 وسيمون ابن الحاخام سماح دوران المولود في برشلونة والذي توفي في 1444.