أقر رئيس جنوب إفريقيا وزعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، سيريل رامافوزا، أمس الاثنين، بتورط حزبه في تشجيع الفساد الذي ينخر البلاد، على نطاق واسع. وقال رامافوزا، خلال تجمع انتخابي ببريتوريا، قبيل الانتخابات العامة المرتقبة في 8 ماي المقبل، إنه "تم أسر الدولة وتم أسر المؤتمر الوطني الإفريقي". وتولى رامافوزا زعامة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في دجنبر 2017، ورئاسة البلاد بعد بضعة أشهر، كما فتح في غشت 2018 تحقيقا موسعا حول "أسر الدولة"، الذي يحيل على أكبر الفضائح السياسية والمالية المرتبطة بالرئيس السابق جاكوب زوما. ويتعلق الأمر بالتواطؤ المفترض بين وزراء حكومة زوما وعائلة غوبتا الهندية الثرية التي تتكون من رجال الأعمال. وحسب وزير سابق في المالية، فقد اختفت عدة مليارات من الراند من صناديق الدولة لتذهب إلى جيب هذه العائلة بتواطؤ مع جاكوب زوما. وتدخلت عائلة غوبتا حتى في عملية تعيين أعضاء حكومة جنوب إفريقيا وفي اختيار رؤساء المقاولات العمومية من الموالين لها. وأكد رامافوزا، خلال تجمع بريتوريا، أنه يتعين على لجنة التحقيق في هذه القضايا تقديم توضيحات حول هذه الفضائح، مشددا على أن التحقيق ينبغي أن يسهل عملية التجديد التي بدأها منذ توليه السلطة. وقال إن خلاصات لجنة التحقيق ستكون "موجعة"، ولكن "يجب علينا قول الحقيقة إذا كنا نريد فعلا خدمة مصالح جنوب إفريقيا". ووفقا لاستطلاع جديد للرأي، من المتوقع أن يفوز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي اعتاد على الانتصارات السهلة، بأقل من 60 في المائة من الأصوات. ويشكل الفساد والبطالة وعدم المساواة الاجتماعية، أهم المواضيع التي تتناولها مختلف الأحزاب السياسية في هذه الانتخابات.