فوجئت الإدارة الأميركية كما يبدو بسقوط الرئيس السوداني الذي حصل للمفارقة، بعد مساع بذلها عمر البشير للتقارب من الولاياتالمتحدة، بعدما كان يعتبر في السابق أحد ألد أعدائها. ورغم ترحيبها "بلحظة تاريخية"، كان رد وزارة الخارجية الأميركية متوازنا مطالبا فقط "بمشاركة مدنيين في الحكومة" بعدما أعلن الجيش عن انتقال عسكري لمدة سنتين بعد الاطاحة بالبشير الذي حكم البلاد على مدى 30 عاما. واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو بالقول إن "الشعب السوداني قال بوضوح إنه يريد انتقالا يقوده مدنيون" وإن هذا الأمر يجب أن يحصل "في وقت أسرع بكثير من عامين". ولم يوضح المتحد ث ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستقبل بتولي العسكر السلطة لفترة انتقالية، وإذا كانت مدة هذه الفترة أقل من عامين في وقت يتولى قيادة "المجلس العسكري الانتقالي" وزير الدفاع عوض بن عوف الذي يخضع لعقوبات أميركية مثله مثل عمر البشير. وفي محاولة لاستيعاب الشارع وردود الفعل الدولية المتحفظة على حكم العسكر، أعلن عضو المجلس العسكري السوداني الفريق أول ركن عمر زين العابدين في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، أن الحكومة المقبلة ستكون "حكومة مدنية" مؤكدا العزم على "إجراء حوار مع كل الكيانات السياسية".