أثار إعلان الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، عن قرب خضوعه بكوبا لعملية جراحية جديدة لاستئصال أورام سرطانية جدلا واسعا داخل البلاد وشكوكا حول مستقبل فنزويلا السياسي. كما خلف ظهور تشافيز على شاشات التلفزيون٬ أول أمس السبت٬ وهو يعلن أنه مضطر إلى العودة إلى العاصمة الكوبية هافانا، شكوكا كبيرة ليس فقط حول حالته الصحية بل أيضا حول مستقبل "الثورة البوليفارية الاشتراكية" التي يتبناها أسلوبا في الحكم منذ 14 سنة ووعد بمواصلة تكريسها خلال الفترة القادمة من حكمه بعد أن تمكن من الفوز في أكتوبر الماضي بولاية جديدة تمتد حتى سنة 2019.
وقال تشافيز إن "الفحوصات الطبية أثبتت وجود بعض الخلايا الخبيثة الجديدة مما يحتم علي من دون أدنى شك الخضوع مرة أخرى لتدخل جراحي جديد"٬ موضحا أن الأطباء أوصوا بأن يكون ذلك على أبعد تقدير مطلع الأسبوع الجاري.
غير أن غياب تشافيز عن قمة رؤساء دول مجموعة السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) التي انعقدت الأسبوع الماضي بالعاصمة البرازيلية٬ رغم كونها الأولى لقادة التكتل منذ انضمام فنزويلا إليه في يوليوز الماضي٬ وكذا قلة ظهوره العلني خلال الشهرين الأخيرين٬ جعلا الصحافة المحلية تتكهن بخطورة وضعه الصحي بعد أن عاوده المرض الخبيث.
ومما يؤشر على هذه الخطورة إقدام تشافيز٬ ولأول مرة٬ على تعيين وزير خارجيته ونائبه، نيكولاس مادورو، خليفة محتملا له٬ يراه جديرا بحمل مشعل الثورة البوليفارية. ومن أجل ذلك دعا الفنزويليين إلى اختيار مادورو رئيسا للبلاد إذا لم يتمكن من التغلب على السرطان أو أصبح عاجزا عن ممارسة مهام الرئاسة.
وشدد في هذا الصدد على أنه "إذا حدث أي شيء يجعلني غير مؤهل بأي شكل من الأشكال، فإن موقع نيكولاس مادورو يسمح له بحكم الدستور بتولي الرئاسة بالنيابة قبل الدعوة إلى انتخابات جديدة".
ومن جهتها٬ طالبت المعارضة الفنزويلية على لسان رامون غييرمو ابيليدو٬ الكاتب التنفيذي لائتلاف (منبر الوحدة الديمقراطية) بضرورة كشف الحقيقة حول الوضع الصحي للرئيس٬ معتبرا أنه "من حق الشعب الفنزويلي معرفة كل الحقيقة حول هذا الأمر وليس أنصاف الحقيقة التي لا تعمل إلا على إثارة مزيد من الشكوك والضبابية".
وعبر عن استعداد المعارضة الفنزويلية لتقديم البديل لكل الفنزويليين٬ موضحا أن "الدستور يظل المسلك الحقيقي للخروج بفنزويلا من الأزمة في حال ما إذا تعذر على الرئيس قيادة البلاد".
ومن جهته٬ اعتبر المرشح السابق للرئاسيات وحاكم ولاية ميراندا٬ انريكي كابريليس رادونسكي٬ أن الفنزويليين أصيبوا أول أمس السبت بالذهول حينما علموا أن رئيس البلاد لا يزال يصارع السرطان٬ بعد أن كان قد أعلن شفاءه التام من المرض خلال الحملة الانتخابية التي انتهت بفوزه بأزيد من 54 بالمائة من نسبة الأصوات.
وأضاف كابريليس أن الجواب عن التساؤلات التي قد يثيرها غياب الرئيس تشافيز يوجد في الدستور٬ محذرا من أنه في فنزويلا "لا توريث للحكم٬ وعلى الفنزويليين٬ اليوم وأكثر من أي وقت مضى٬ الالتفاف من أجل الدفاع عن الديمقراطية (...) لقد حانت اللحظة لإعطاء إشارات للحوار".
وينص الدستور الفنزويلي على أن تجرى الانتخابات خلال ثلاثين يوما إذا تعذر على الرئيس ممارسة السلطة خلال السنوات الأربع الأولى من ولايته الرئاسية.
وكان تشافيز الذي عاد إلى كراكاس، يوم الجمعة الماضي، بعد أن أمضى عشرة أيام في كوبا لتلقي العلاج التكميلي من مرض السرطان قد خضع لثلاث عمليات جراحية منذ منتصف السنة الماضية في كوبا على اثر تشخيص ورم سرطاني في منطقة الحوض.