اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الجمعة، بالترشيحات للانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث كشفت صحيفة "ليبيرتي" أنه بعد أن تم رسم معالم خيارات لخلافة الرئيس بوتفليقة، فإن خيار الاستمرارية وحده، في نهاية المطاف وبشكل حتمي، هو الذي قد يكون فائزا، في هذا السياق حيث كافة المؤشرات سلبية، في حين أن "مرشح النظام تم إضعافه إلى حد كبير". وكتبت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "جمود انتحاري"، أنه كان يتعين أن تحفز هذه الظرفية على خيار آخر قادر على تجاوز الأزمة المالية التي تخنق البلاد وكذا تجاوز المأزق السياسي، مسجلة أن "ذلك، لسوء الحظ ما يدعوننا إليه مؤيدو الولاية الخامسة، الذين يستعدون لإنزال جديد، نهاية هذا الأسبوع، قد يكون بمثابة قفزة في المجهول". واعتبر صاحب الافتتاحية، الذي كشف أن أولئك الذين يمجدون النظام سيجدون كافة الذرائع المطلوبة من أجل تمرير هذا الخيار، أن "النظام يغامر بتأجيل الحلول للتحديات الحقيقية والإبقاء على حالة الجمود، على اعتبار أنه غير قادر على إيجاد حلول اليوم، بينما ظل عاجزا عن إيجادها طيلة عشرين سنة". من جهتها، لاحظت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) أنه منذ استدعاء الهيئة الناخبة والإعلان عن تاريخ الانتخابات الرئاسية، تحركت الآلة السياسية شيئا ما، واستعادت الأحزاب السياسية، بكل مشاربها، حيويتها. وأشارت إلى أن نهاية الأسبوع سيشهد العديد من الأنشطة، بما أن الأحزاب التي تصنف ضمن ما يسمى التحالف الرئاسي، وكأنها تحررت من التحفظ الذي فرض عليها لحد الآن بتعليمات يحتمل أنها صدرت عن دوائر عليا، تعتزم النزول إلى الساحة السياسية بقوة. وأوضحت الصحيفة، أن هناك أولا التجمع الوطني الديمقراطي، حزب الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي يتعزم تنظيم دورة لمجلسه الوطني، اليوم الجمعة، بزرالدة، حيث ستستحوذ قضية الانتخابات الرئاسية، بما لا يدع مجالا للشك، على حصة الأسد من نقاشات أعلى هيئة لحزب رافق، طيلة 20 سنة، الرئيس بوتفليقة. وأشارت إلى أن الحركة الشعبية الجزائرية، وهو حزب آخر من أحزاب التحالف، برمجت بدورها، اليوم الجمعة، دورة لمجلسها الوطني، قصد الحسم بشكل نهائي في قضية الانتخابات الرئاسية. من جانبها، كتبت صحيفة (ليكسبريسيون) أنه وبعد أن ساهم في الإبقاء على حالة الضبابية حول إجراء الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، من عدمه، مع النداء الذي أطلقه عمار غول، وصمت عمارة بن يونس والإعلان المشترك للهيئة، الصادر قبل أسابيع، حول استعداده ل"دراسة أي اقتراح أو مبادرة سياسية"، ها هي الأحزاب الأربعة، التي اختارت مساندة رئيس الدولة، ترص صفوفها للسير في الطريق نفسه وخوض المعركة نفسها الرامية إلى إيصال مرشحها إلى قصر المرادية، خلال اقتراع 18 أبريل المقبل. ولاحظت صحف أخرى، أن فاعلين سياسيين، وخاصة من المعارضة، دقوا، منذ سنوات، جرس الإنذار حول واقع تدبير شؤون الدولة، مبرزة أن رجالا لهم مسار طويل في أروقة الدولة حذروا، كمناضلين سياسيين، من احتكار "قوى غير دستورية" للقرارات، كما هو الحال بالنسبة لعلي بن فليس ولويزة حنون ومحسن بلعباس ونشطاء حركة مواطنة الذين عبروا، بشكل علني، عن هذه المخاوف.