إهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بالانتخابات الرئاسية، حيث اعتبرت العديد من المنابر ان الضباب لم يتبدد بعد بخصوص الولاية الخامسة لبوتفليقة. ولاحظت صحيفة "ليبيرتي" أنه بعد مرور ساعات فقط على استدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية المقبلة، أعلن ثلاثة أشخاص عن ترشيحاتهم، أو على الأقل، عن أملهم في خوض السباق الرئاسي، فيما اغععتب واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "اليقين في ظل الضبابية"، أن ذلك يبعث، في الوقت نفسه، على الفرح والقلق إزاء كثرة وتعدد الترشيحات، لأنها تمثل "بدائل محتملة لكارثة حالة الجمود التي يراد الإبقاء عليها باسم الاستمرارية التي يدعو إليها الكثيرون برغبة منهم، بلهجة حادة أحيانا، في حين أن حصيلتهم جديرة بإجبارهم على التزام الصمت أو، على الأقل، على شيء من التواضع والحذر". وأضافت أنه يمكن التعبير عن الارتياح على اعتبار أن هذه الترشيحات تكذب أولئك الذين يروجون لكون انسحاب بوتفليقة من السلطة قد يفتح الباب أمام الفوضى. واعتبر صاحب الافتتاحية أنه يمكن أيضا التعبير عن القلق إزاء هذه الانطلاقة المتسرعة، دون ضمانات، في منافسة انتخابية لا نعرف بعد كافة معطياتها والتي "قد تكون إعادة لتلك التي استخدمت لأربع مرات متتالية من أجل التصويت على مرشح النظام، مع مشاركة معارضة تقوم بدور أرانب السباق". وأوضح أن "قانون النظام هو التزوير الانتخابي، حيث يعلم كل واحد من هؤلاء المرشحين أنه ليست هناك أي حظوظ للفوز إذا ما ترشح بوتفليقة لولاية خامسة". وتحت عنوان "الولاية الخامسة لبوتفليقة: الضباب لم يتبدد بعد"، كتبت صحيفة (كل شيء عن الجزائر)، من جهتها، أن استدعاء الهيئة الناخبة، الذي تم انتظاره كعمل سيحلحل الوضع، لم يصلح في نهاية المطاف إلا لتركيز أنظار الجميع حول تاريخ الاقتراع. وسجلت أنه بالنسبة للباقي، فلم يتم التقدم قيد أنملة، منذ يوم الجمعة، اللهم إذا استثنينا ترشيح وصف ب"الجدي"، والمتمثل في ترشح اللواء المتقاعد علي غديري، مشيرة إلى أن عدم اليقين الذي يلف ترشح أو تخلي الرئيس بوتفليقة يبقى كاملا على الرغم من أن ثلاثة أحزاب من التحالف خرجت عن صمتها. وأضافت، وبشكل أكثر وضوحا، أن استدعاء الهيئة الناخبة لا يعني ترشح رئيس الدولة وبدون شك ستستمر التخمينات حول مستقبله طيلة أسابيع، علما بأن قانون الانتخابات يحدد أجل ايداع ملفات الترشح في 45 يوما بعد استدعاء الهيئة الناخبة. من جانبها، أشارت صحيفة (لوكوتيدان دو وهران) إلى نية رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، الترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة يوم 18 أبريل المقبل، مسجلة أنه يمكن، من الآن، توقع مساندة حزبية مطلقة لترشحه، وذلك بالنظر إلى وزن مكانة الرجل. وأضافت أنه في الوقت الذي يبقى فيه الملاحظون مقتنعين بأن قرار بن فليس بخصوص الترشح من عدمه لهذه الانتخابات الرئاسية مرتبط بشكل وثيق بنية بوتفليقة التقدم لولاية خامسة، فإن هذا الترشح يحتمل عدة قراءات، فإما أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني مطلع على السر ويعرف أن رئيس الدولة الحالي قد لا يترشح، أو أنه تلقى ضمانات بإجراء انتخابات نظيفة، وهو الذي لم يتردد، سنة 2014، في وصف الاقتراع بأنه "انتهاك للسيادة". ولاحظت صحف أخرى أن هذه السنة، هناك نوع من الفتور في المساندات التي عرفت بكونها راسخة لعبد العزيز بوتفليقة.