انطلق رسميا سباق الانتخابات الرئاسية بالجزائر، وذلك بفتح الباب أمام المترشحين لجمع التوقيعات، لكن الغموض مازال يلف الكثير من جوانب هذا الاقتراع، الذي ستكون كلمة السر فيه ترشح رئيس الجمهورية لعهدة خامسة من عدمه. وتطرقت الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، إلى موضوع الترشيحات للانتخابات الرئاسية لأبريل المقبل، عقب استدعاء الهيئة الناخبة من قبل رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن الترقب ما يزال سيد الموقف حول الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكتبت صحيفة "ليبيرتي"، في هذا الصدد، أنه إذا كان الجزائريون يعرفون الآن أن الانتخابات الرئاسية ستنظم يوم 18 أبريل المقبل، فإنهم يجهلون، في المقابل، الظروف التي ستجرى فيها، في ما يتعلق بالمشاركة (الترشيحات) ولكن، خاصة في مجال الشفافية وسلامة عمليات التصويت. وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن التخوف الكبير لدى الأنصار والشخصيات التي عزمت على التقدم بترشيحاتها أو التي لديها النية للقيام بذلك إلى غاية يوم رابع مارس المقبل، يبقى، بدون شك، هو "التزوير الانتخابي، الذي ينبغي التأكيد على أنه ميز جميع الانتخابات بالبلاد، منذ أمد بعيد". وسجلت الصحيفة أنه "لا يمكن للمترشحين لخوض الانتخابات الرئاسية إلا أن يدركوا، مرة أخرى، الخطر الذي يمتله التلاعب بنتائج الانتخابات. فرفض السلطات الاستجابة لطلب أحزاب المعارضة، وعلى الأقل تلك التي وقعت في سنة 2014، على أرضية مزافران الشهيرة، بإحداث لجنة مستقلة للانتخابات ليس من شأنه أن يبعث على الاطمئنان بخصوص سلامة المنافسة". وتساءل صاحب الافتتاحية حول الضمانات التي قد يحصل عليها المتنافسون لخوض السباق، على الرغم من أن الحكومة ستستعمل آليات المراقبة الموجودة. من جهتها، ذكرت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) أنه غداة استدعاء الهيئة الناخبة، أعلن علي غديري، اللواء المحال مؤخرا على التقاعد، رسميا عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل المقبل. ولاحظت الصحيفة أن غديري مستعد لمواجهة بوتفليقة في حالة ترشحه، وهو الاحتمال الوارد بقوة، خلافا لأغلبية شخصيات المعارضة التي ترفض خوض معركة، خاسرة مسبقا. وبعد أن تساءلت عما إذا كان غديري جادا عندما يفكر في وجود حظوظ كبيرة للفوز في مواجهة بوتفليقة والآلة الانتخابية للأحزاب الحاكمة، لاحظت أن الإدارة والجيش نفسه، و حتى قبل أن يعلن غديري عن ترشحه، عبر له عن موقفه إزاءه وحول مشاريعه، والمتمثل في أن طموحه "مفرط"، و "لا يمت بأي صلة لقدراته على أكثر من صعيد". من جانبها، أوردت صحيفة (ألجيري فوكوس) أقوال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي أكد أن "الرئيس المقبل قد يكون من حزبه إذا ما ضمن النظام إجراء اقتراع حر وشفاف". وأشار مقري خلال نشاط حزبي بالمسيلة، إلى وجود "جناحين متصارعين على الكرسي، دون رؤية أو هدف لخدمة البلاد، اتجاه يريد الذهاب نحو عهدة خامسة، وآخر يريد فرض اسم من داخل نفس النظام"، مبرزا أن هذا الصراع "سيؤدي بالجزائر إلى الخراب".