خصصت مجلة (أوطو ريفيستا) وهي مجلة إسبانية رائدة في الإخبار ومتخصصة في قطاع السيارات ملفا خاصا عن الطفرة التي حققتها المملكة المغربية في قطاع صناعة السيارات والآفاق الواعدة لهذا القطاع بالمغرب. وسلطت هذه المجلة في ملفها الخاص عن قطاع صناعة السيارات بالمغرب الذي جاء في 17 صفحة تحت عنوان "المغرب قفزة نوعية هائلة بحلول عام 2019" الضوء على تمركز قطاع صناعة السيارات في المغرب وتحقيقه نموا وتوسعا مذهلا سنة بعد أخرى وكذا تموقع هذا القطاع الحيوي في مكونات النسيج الاقتصادي الوطني ومكانته ضمن سلسلة القطاعات ذات القيمة المضافة على مستوى العالم. وأكدت المجلة في هذا الملف الخاص الذي نشرته في عددها الأخير الذي صدر حديثا أن صناعة السيارات تعد واحدة من القطاعات الصناعية الرئيسية في المغرب بقيمة صادرات بلغت 6 مليار أورو في عام 2017 وهو ما يمثل نسبة 58 ر 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بالمغرب مما جعله "يحتل المركز الأول في ميدان التصدير" بالمملكة. وأبرزت النمو المستمر لهذا القطاع في المغرب وكذا الفرص الجديدة التي يتيحها للفاعلين الإسبان مشيرة إلى أن النسيج الصناعي لقطاع صناعة السيارات الذي تم توطينه بالمغرب "ساهم في الوقت نفسه في دعم وتعزيز مرتكزاته وقواعده وكذا في تنمية وتوسيع استثماراته وهياكله" وذلك بفضل الوحدات الصناعية التي تنشط في القطاع التي استقرت حديثا بالمغرب أو تلك التي تعتزم الاستقرار في المستقبل القريب. واعتبرت مجلة (أوطو ريفيستا) أنه "بعد الدور الهام الذي لعبته مجموعة (رونو) فإن العقد القادم يبشر بنقلة نوعية كبيرة" لقطاع صناعة السيارات مشيرة في هذا الصدد إلى الوحدة الصناعية الجديدة التي تقوم مجموعة (بي إس آ) بتشييدها بمدينة القنيطرة والتي ستدخل في الإنتاج خلال السنة الجارية. وأشارت إلى أن عملية الإنتاج الأولي لهذا المصنع الجديد ستصل وفقا لتقديرات مختلفة إلى 70 ألف سيارة في العام الأول لتصل إلى 200 ألف سيارة بحلول عام 2023. وحسب المجلة فإن انطلاق نشاط الوحدة الصناعية الجديدة لمجموعة (بي إس آ) في القنيطرة والإعلان عن إنشاء وحدات إنتاج أخرى جديدة لمكونات السيارات في السنوات القادمة من شأنه أن يعطي دفعة جديدة لقطاع صناعة السيارات في المغرب. وبينما تستعد شركة (بي إس آ) للبدء في انطلاق عملية الإنتاج تخطط مجموعة (رونو) لزيادة الإنتاج في مصانعها بكل من طنجة والدار البيضاء مضيفة أن هدف المجموعة هو مواصلة نموها بالمغرب خلال السنوات القادمة خاصة بعد نقل النماذج المصنعة في رومانيا إلى المغرب. ومن جهة أخرى تطرقت المجلة إلى مشروع مجموعة (بيد أوطو آندوستري) إحدى المجموعات الرائدة في العالم في مجال المركبات الكهربائية التي تعتزم إحداث وحدات متخصصة في نظم صناعة السيارات الكهربائية بالمغرب مشيرة إلى أن المغرب يسعى عبر دخول الفاعل الأسيوي إلى الوصول إلى إنتاج مليون مركبة في أفق عام 2020. كما ذكرت بإطلاق المغرب خلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شهر دجنبر 2017 ل 26 مشروعا استثماريا صناعيا في قطاع السيارات بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 78 ر 13 مليار درهم. وحسب مجلة (أوطو ريفيستا) فإن ممثلي العديد من الشركات الإسبانية المستقرة في المغرب والتي تنشط في قطاع صناعة السيارات أكدوا في تصريحات حصرية للمجلة أن وحداتهم الإنتاجية المتواجدة في المغرب تتفوق في مجال التنافسية مقارنة بالوحدات التي لديها في بعض البلدان الأخرى. وأعطت المجلة مثالا على ذلك بالشركة الإسبانية (جيس تامب) المتخصصة في مجال تصميم وتطوير وتصنيع مكونات السيارات ذات التقنية العالية التي أكدت أن "المغرب بلد واعد في قطاع صناعة السيارات" مضيفة أن المجموعة الإسبانية "عبرت عن ارتياحها لقدرتها على أن تقدم لعملائها بالمنطقة نفس الخدمات وبنفس الجودة التي تقدمها في مناطق أخرى من العالم". وأضافت المجلة أن نفس الشيء ينطبق على شركة (جيفكو إسبانيا) الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية لقطاع صناعة السيارات التي أكد مديرها المسؤول عن النقل لوردس سوتو أن الفاعلين الدوليين في ميدان صناعة السيارات في العالم يضعون المغرب نصب أعينهم كوجهة مفضلة لتنفيذ مشاريعهم لما يتوفر عليه من يد عاملة متخصصة وذات كفاءة عالية وكذا للتنافسية التي يوفرها في الميدان. أما آرسينيو هيدالغو مدير الشركة الإسبانية (إيب ناتور) المتخصصة في تصنيع مختلف المكونات التي تدخل في صناعة السيارات والمتواجدة بالمغرب منذ 10 سنوات فقال إن صناعة السيارات في المغرب تقدم المزيد من فرص النمو للفاعلين والصناعيين الذين قرروا تنفيذ مشاريعهم بالمملكة.