بعد المقال الذي نشرته جريدة «الباييس» في عدد ليوم 14 شتنبر الجاري لمدير ديوان رئيس الحكومة الأسبق فيليبي غونزاليس، والأكاديمي والسياسي المنتمي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني إغناسيو صوطيلو الذي دعا فيه إسبانيا الى الجرأة في التفكير في الانسحاب في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، جاء الرد من الأوساط اليمينية المتطرفة عنيفا هاته المرة، وغير محترم لأصول الحوار السياسي والأكاديمي، حيث بلغت درجة الوقاحة الى حد خروج أحد الوجوه الإعلامية المعروفة بمعاداتها للتيار اليساري في إسبانيا، للدعوة الى قصف قصور جلالة الملك بالمغرب لأجل حل النزاع بين المغرب وإسبانيا. وهكذا صرح الصحافي فريديريكو خمينيز لوسانطوس صاحب برنامج «صباح فريديريكو» على إذاعة أس راديو (التي انطلقت سنة 2009، وتبث من مدريد) وصاحب «ساعة فريديريكو» على القناة الجهوية المدريدية (ليبيرتات ديجيتال) والكاتب في جريدة إيلموندو، صرح في برنامجه «صباح فريديركو» أن على إسبانيا قصف قصور محمد السادس لحل النزاع بين المغرب وإسبانيا، بل وعبر عن مطالبته بقصف قصر فيليبي غونزاليس بالمغرب، حيث عبر لوسانطوس أن حل الأزمة يمر من خلال ضرب مصالح الإسبان الذين يقدمون خدمات للمغرب ولملكه في إيحاء الى مواقف فيليبي غونزاليس من القضايا الوطنية المغربية، بل وصل به الأمر الى الدعوة في برنامجه الصباحي الى ضرورة طرد السفير المغربي من إسبانيا قبل كل شيء. وتزامنت هذه التصريحات مع الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم الحزب الشعبي اليميني إلى مدينة مليلية المحتلة ل«الاحتفال» بالذكرى 513 لاحتلالها، وهو ما خلف احتجاجات في المغرب . ويشن اليمين ، في مختلف المواقع السياسية والإعلامية ، حملة شرسة ضد بلادنا ، وسبق لتقرير عسكري ، نشر في أوج الأزمة الأخيرة بين البلدين ، بعدالاعتداءات التي طالت مواطنين مغاربة بنقطة الحدود الوهمية ، أن اعتبر أن الحل بالنسبة لوضعية سبتة ومليلية يتمثل في تقوية التواجد العسكري بالمدينتين المغربيتين المحتلتين، مضيفا أن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تمثل أكبر تحد لسلامة وأمن إسبانيا . ودعا التقرير إلى ضرورة تواجد قوة عسكرية إسبانية دائمة في المدينتين المغربيتين المحتلتين وذات طبيعة ردعية ، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة عسكرية داخل إسبانيا ذات قدرة على التحرك السريع ضد المغرب. كما دعا إبانها رئيس ما يسمى بالحكومة المستقلة لمليلية ، خوان خوسي إمبرودا ، إلى «إعادة المغرب إلى حجمه الطبيعي» بسبب المطالبة الرسمية والشعبية بضرورة تحرير المدينتين السليبتين