أثبت المغاربة، أمس، أنهم بعيدون عنا كل البعد فيما يخص التنظيم، حيث وبالرغم من أهمية المواجهة التي احتضنها ملعب مراكش والعدد الهائل من الأنصار الذين حجوا إليه ليس من أرجاء المملكة فقط وإنما من الجزائر وبقية الدول الأخرى، إلا أن التنظيم كان في المستوى المطلوب وعلى الطريقة التي نشاهدها في الملاعب الأوروبية. في طريقنا إلى ملعب مراكش الذي يبعد عن وسط المدينة بحوالي ثمانية كيلومترات على الساعة الخامسة مساء، أي قبل موعد انطلاق المباراة بحوالي أربع ساعات فقط، كنا نظن أننا سنصطدم بزحمة عنيفة بسبب العدد الهائل الذي كان متوجها في نفس التوقيت إلى الملعب، مثل السيناريوهات التي تعودنا عليها في الجزائر، كما هو الحال عندما نتوجه إلى ملعب 5 جويلية أو ملعب عنابة أو غيرها من الملاعب، إلا أن دهشتنا كانت كبيرة حينما وصلنا إلى الملعب في أقل من 20 دقيقة، حيث الجميع يعرف مكانه والطريق المخصص له للوصول إلى الملعب الذي، نقولها بكل صراحة، يعد من التحف الفنية التي تفتخر بها الكرة المغربية. وعند وصولنا إلى الملعب زادت دهشتنا، حيث لم نشاهد زحمة كبيرة عند الشبابيك المخصصة لدخول الأنصار إلى مدرجات الملعب، والأكثر من هذا كل شخص يحمل تذكرة له مكان مخصص له وفقا للرقم المدون على التذكرة. وفيما يخص الصحافة، فإنه ما إن يتعرف عليك أعوان أمن الملعب بأنك صحفي، يوجهونك بلطف إلى المكان المخصص للصحافة، وكلهم بشاشة وابتسامة، إلى درجة أنهم ذكروني بما حدث للصحفيين في ملعب عمر حمادي ببولوغين، عندما أطلقت في وجوههم الكلاب لحظة محاولتهم تأدية مهامهم في مباراة مولودية الجزائر أمام أنتير كلوب الأنغولي الأخيرة برسم المنافسة الإفريقية. المكان المخصص للصحفيين هو الآخر يحتوي على كل شروط العمل الصحفي من ”أنترنت” وحتى مياه معدنية مخصصة للصحفيين، في محاولة من القائمين على التنظيم توفير جو العمل الصحفي النقي، عكس ما عشناه في المباراة الأولى التي جمعت المنتخبين في مدينة عنابة، حيث تفاجأنا في آخر لحظة بأن لا أنترنت في الملعب ولا هم يحزنون. لسنا هنا بصدد المقارنة أو ما شابه ذلك، وإنما تأسفنا لحال العمل الصحفي في ملاعبنا الكروية، وفرحنا لحال إخواننا المغاربة الذين أثبتوا أنهم ابتعدوا عنا في مجال التنظيم، هذا حتى لا نتحدث عن الملعب في حد ذاته الذي يعد تحفة معمارية.