قال عثمان السعد، الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم، إن الأخير ليس مسؤولا عن ضعف التمثيلية المغربية في الاتحاد العربي، موضحا في حوار أجرته معه «المساء» أن عضوا مغربيا حرم مواطنا له من عضوية المكتب التنفيذي قبل ثلاث سنوات بسبب إصراره على تقديم مقترح لم يكن في صالح بلخياط الذي كان مرشحا وقتها. وتابع «وعندما طلبنا مسؤولا لعضوية المحكمة الرياضية لم نتوصل بأي ترشيح». من ناحية أخرى، قال السعد إن نهائي دوري أبطال العرب هذه السنة كان استثنائيا بسبب تأهل فريقين من المغرب والجزائر للمباراة النهائية، مشيرا إلى أن الحساسيات السياسية ألقت بظلالها على المباراة. - أي تقييم يضعه عثمان السعد للنسخة الخامسة لدوري أبطال العرب؟ < أعتقد أن النسخة الخامسة من دوري أبطال العرب أكدت تفوق الفرق المغاربية المشاركة في البطولة على نظيرتها الأسيوية بدليل بلوغ فريقي الوداد ووفاق سطيف للمباراة النهائية. وأتصور أنه لو ألغينا انعكاسات العلاقة بين المغرب والجزائر التي أتمناها أن تعود كما كانت في السابق أيام التعاطف المغربي مع الثورة الجزائرية، والحساسيات السياسية التي ألقت بظلالها على المباراة النهائية، فأتصور أن هناك الكثير من الملامح الجمالية الرائعة التي يجب أن نلتقطها، وللأسف فهناك من لامني على الحديث عنها مع الصحافة المغربية في أعقاب نهاية المباراة واعتبرها إساءة مني. صحيح أنه تم رشق كرسي احتياط الوداد، وتم نزع العلم المغربي الذي حمله بعض لاعبيه قبل بداية المباراة، وهذا شعور وطني لا يجب أن نلومهم عليه، لكن لو استثنيا هذين الأمرين ووضعنا جانبا طبيعة العلاقات المغربية الجزائرية، فأتصور أن كثيرا من الأمور التي حدثت يمكن أن تقع في العديد من المباريات النهائية. بالنسبة إلي فالمباراة النهائية كانت فيها لمحات إيجابية أيضا من قبيل الجولة التي قام بها لاعبو الوداد لتحية الجمهور الجزائري، وعندما ساعد لاعب مغربي لاعبا جزائري على النهوض، أو عندما أخرج لاعبو الوداد الكرة لفسح المجال للاعب جزائري لتلقي العلاج. إنها أمور إيجابية يجب أن يتم الحديث عنها أيضا وتصرف رائع يجب أن نحسبه لمن تفضل به، لا أن نتحدث فقط عن الأمور السلبية. - اختيار ملعب البليدة لاحتضان المباراة النهائية ألم يكن خاطئا؟ < لا أعتقد أن اختيار ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة كان خاطئا، وقبل أن نتحدث عن الملعب فيجب أن نتحدث عن الطريقة التي يتم بها تحديد مكان إجراء المباراة النهائية. فطبقا للوائح الاتحاد العربي، فبعد أن يقتصر السباق على ثمانية فرق لبلوغ النهائي، فإنه يتم سحب قرعة المباريات، ومن خلالها يتم تحديد المكان الذي ستجرى فيه مباراتي الذهاب والإياب، بعد أن يعطى لكل مباراة رقم معين، ولقد كانت القرعة في صالح وفاق سطيف وطلائع الجيش، ومنحت الفائز في المباراة التي جمعت بينهما في الدور نصف النهائي أحقية احتضان مباراة الإياب. - لكن فريق وفاق سطيف خاض السنة الماضية مباراة النهاية بملعبه بسطيف، فما الذي تغير حتى يتم خوض النهائي بالبليدة؟ < أولا بالنسبة للاتحاد العربي فالمقصود بالنهائي هي مباراة الإياب وليست الذهاب، والسنة الماضية لعب وفاق سطيف مباراة الذهاب بملعبه في الوقت الذي جرت فيه مباراة الإياب بالأردن. ولوائح الاتحاد العربي تقول إن المباراة يجب أن تجرى في العاصمة أو في أقرب مكان لها على أن لا تتجاوز المسافة 100 كيلومتر على أقصى تقدير. وبالنسبة لملعب البليدة، الذي قلت إنه يبعد بحوالي 45 كيلومتر عن العاصمة، فهو لم يكن يبتعد عن الفندق الذي كان يقيم به فريق الوداد إلا بحوالي 30 كيلومتر. وقد وجدنا أنه ملعب يتوفر على عشب جيد وطاقته الاستيعابية تفوق 30 ألف متفرج، علما أن أفضل مكان لاحتضان أي مباراة هو المدينة التي يمثلها النادي، بدليل أننا في الاتحاد العربي تأثرنا كثيرا بنقل بعض مباريات الوداد والرجاء في دوري أبطال العرب إلى المحمدية والرباط. إننا في الاتحاد العربي نسعى دائما إلى حضور رئاسة البلد للمباراة النهائية ورعايتها سواء أكانت جمهورية أو ملكية، لذلك فلم يكن مقبولا بالنسبة إلينا أن نطلب من رئاسة الجزائر حضور المباراة النهائية بسطيف أو أي مدينة أخرى تبعد عن العاصمة. فمثلا بالسعودية إذا ما جمعت مباراة نهائية بين فريقين من جدة والرياض، فإن المكان الذي تتواجد به العائلة المالكة هو الذي يحتضن النهائي.. - لكن فريق الوداد تعرض للكثير من المضايقات؟ < أولا لم نكن نتوقع أن الجمهور بالبليدة سيتعامل بتلك الطريقة وسيقوم برشق لاعبي الوداد، علما أن مثل هذه السلوكات حدثت حتى في البيضاء، بل وفي مباريات بين فرق مغربية، وأنا هنا لا أبرر سلوكات فئات منفلتة من الجمهور. فنحن لا نحاكم النوايا، ولا تنسى أننا شعب عاطفي، فبعض الفئات من جمهور الوداد هاجمت مسؤولين مغاربة بعد نهاية مباراة الإياب بالبليدة، وبدؤوا بدورهم بالرشق، بل إن بعض الصحفيين المغاربة هم الذين حموني بعد نهاية المباراة. لذلك فمن الناحية الشكلية كان الملعب جيدا سواء بالنسبة للعشب أو مستودعات الملابس أو الغرف الخاصة بالحكام أو الإنارة. - لكن انهيار سياج ملعب البليدة، أكد ما ذهبت إليه تحذيرات الكثيرين؟ < بالنسبة لحادثة انهيار السياج فلم أعلم بها إلا بالصدفة وبعد أن اقتربت بداية المباراة، ووقع الحادث نتيجة التدافع، إذ أن أكثر من 20 ألف متفرج بقوا خارج الملعب، فلو كان السياج من فولاذ فإنه كان سينهار. - لم تعلم به لأنه تم «اعتقال» المصورين الصحفيين ومنعهم من التقاط الصور، بل إن مصورا صحفيا مغربيا تم مسح ذاكرة آلة تصويره؟ < أولا أنا لست مع مثل هذه السلوكات فبالإعلاميين نعيش، والأمير فيصل بن فهد رحمة الله عليه قال الرياضة والإعلام وجهان لعملة واحدة كما أن الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي كان دائما يدعو إلى الحوار بين الإعلام والرياضة، وهو صاحب مقولة الرياضة والإعلام جناحان لطائر واحد. لذلك فقد كان هناك خطأ في تطبيق التعليمات، بل إن حتى صحفيين في شبكة راديو وتلفزيون العرب منعوا من ولوج الملعب، مع أنهم يمثلون الشركة الراعية للبطولة. وثق لقد صورنا كل الأشياء المتعلقة بالمباراة النهائية ليس لإصدار العقوبات، وإنما لحماية الإعلاميين أثناء مزاولة عملهم في الدورات العربية، فالإعلام شريك لنا. - أبدى عدد من رؤساء الأندية المغربية انتقادهم للطريقة التي تعامل بها محمد روراوة مع لاعبي الوداد، ما تعليقك؟ < أولا إذا كنا سنحاسب محمد روراوة على تحيته للاعبي بلده بحرارة، فلا أعتقد أن هذا الأمر سليم، فلقد سلم عليهم بحرارة أكبر لأنهم أبناء بلده، وشخصيا إذا كان الانتماء للاتحاد العربي سيمنعني من مصافحة لاعبي بلدي بحرارة، فأنا لا أريد هذه العضوية، فمشاعرنا تجاه بلدنا لا يجب أن نحاسب عليها، وإذا كان هذا الأمر فأنا أيضا يجب أن ألام لأنني اعتدت أن أسلم على اللاعبين المغاربة بحرارة أكبر لأنني أعرفهم أكثر من نظرائهم الجزائريين، وكنت ضيفا عند رئيس الوداد أكرم في منزله الخاص، فهل معنى هذا أني أجافي الآخر. ثم إن المسؤول يجب أن يحاسب إذا ما استغل سلطته وعلاقته لصالح بلده،وليس عندما يعبر عن عواطفه. - إذا لماذا يتم انتقاد روراوة، أليس لأن الاتحاد العربي يجامله؟ < حتى أنا لا أعرف لماذا تتم مهاجمة روراوة، هل لأنه من أكثر الأشخاص عملا وجهدا في الاتحاد العربي والإفريقي والدولي، ورجل محترف في الإدارة والتنظيم والبرامج، أما عن مسألة المحاباة فثق أنها غير موجودة، فاللوائح هي التي تحكم سير الاتحاد العربي. ولا أعتقد أن روراوة سيفرط في كل هذه الأشياء بأن يقوم بسلوكات غير مقبولة. وسأحكي لك واقعة حدثت معي شخصيا، فقد كان المنتخب السعودي يواجه منتخبا عربيا وقمت بزيارة لمستودع ملابس الفريق السعودي وصفقوا لي بحرارة وعانقوني، وقمت بالشيء ذاته مع المنتخب العربي الآخر فوجدت نفسي مطرودا، وقد تقبلت الأمر. أكثر من ذلك فالسفير المغربي بلقزيز طرد بدوره من مستودع ملابس الوداد مع أنه رجل محترم ورياضي سابق. - وكيف تقيم البطولة بشكل عام؟ < لقد كشفت عن أندية جديدة كما هو الحال بالنسبة للفرق السورية التي ظهرت بمستوى لائق، كما شارك في البطولة حوالي 57 ناديا، لذلك فلا يمكن إلا أن نكون سعداء بالمحصلة النهائية للبطولة والتنافس الذي عرفته طيلة أطوارها، فهدفنا ليس خدمة أندية القمة في العام العربي فقط، وإنما حتى الفرق الصاعدة. علما أن نظام البطولة الموسم المقبل سيشهد عدة تغييرات من خلال إلغاء نظام المجموعات والاقتصار على الإقصاء المباشر لتقليص عدد المباريات بسبب إكراهات الرزنامة الدولية. - لكن الفرق القطرية لا تشارك في البطولات العربية؟ < هذا سؤال جيد يجب أن يطرح على المسؤولين في قطر، وإن كنت لن أكشف سرا عندما أؤكد لك أن قطر طلبت احتضان دورة الألعاب العربية وحصلت على الموافقة المبدئية. الاتحاد العربي يستفيد من خبرة باحو وبلخياط - وبالنسبة للتمثيلية المغربية في الاتحاد العربي، ألا ترى أنها ليست في الحجم المطلوب؟ < أولا الإخوة المغاربة المتواجدون بالاتحاد العربي هم أشخاص محترمون، كما هو الحال مع بلخياط وباحو ونعتمد عليهما كثيرا في عملنا، للاستفادة من خبراتهما، صحيح أن الحضور المغربي ليس كبيرا، لكنني سأكون صريحا معك ففي الانتخابات الأخيرة للاتحاد العربي أصر عضو مغربي على أن يحصل على عضوية المكتب التنفيذي الأربعة الأوائل من كل قارة، حتى لو حصل المحتل للمرتبة الخامسة من إفريقيا على عدد أصوات أكثر من منافسه من أسيا، علما أن حظوظ عرب إفريقيا كانت أكبر، بل إن سعيد بلخياط حل خامسا وحصل على عدد أصوات أكبر من الرابع في اسيا، ولم يحصل على عضوية المكتب بسبب عناد زميله المغربي. - ومن هو هذا العضو؟ < أرجو أن تعفيني من ذكر اسمه، كما أنه طلبنا عضوا للمحكمة الرياضية العربية، دون أن نتوصل بأي ترشيح، لذلك فمن يجب أن يلام، ليس الاتحاد العربي. - أصبحت توصف بأنك أمين عام دائم للاتحاد العربي، ما تعليقك؟ < أولا الدوام لله عز وجل، وأنا في الاتحاد العربي لخدمة الكرة العربية وليس لأخدم نفسي، ومثل هذه الاتهامات أعتبرها غير ذي معنى.