تحدثت كل التقارير الصحفية عن المشاكل الكثيرة التي عاشها فريق الوداد البيضاوي، بالديار الغانية خلال مواجهته في لقاء الإياب لنادي أدوانا ستارز عن الدور التمهيدي عن كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والذي انتهى بهزيمة الفريق المغربي بإصابة لصفر، لكنه تمكن من التأهل بفضل الانتصار الكاسح الذي حققه في مباراة الذهاب بالدارالبيضاء (3-0). فقد وجدت بعثة الوداد مشقة كبيرة في الوصول إلى مدينة سيوناني التي احتضنت مباراة الإياب، والتي تبعد عن أكرا بحوالي 500 كلم، فقبل الوصول إلى العاصمة، قطعت هذه البعثة آلاف الكيلومترات عبر القارتين الإفريقية و الأوروبية، لتفاجأ بتأخر موعد السفر إلى معقل نادي أدوانا ستارز، حيث تم الانتظار لساعات، ليضطر بعدها أفراد الوفد إلى السفر عبر دفعتين. بمقر الإقامة، كانت الوجبات الغذائية مقرفة، حيث أجبر رئيس الوفد الذي وهو الإداري إدريس مبرباح وليس غيره، على البحث عن بديل عبر المحلات التجارية، رغم ما يكلف ذلك من مصاريف إضافية غير متوقعة، وبين مقر الإقامة وملعب المباراة كان على الوداد قطع حوالي 90 كلم ذهابا وإيابا، وهى عبارة عن طريق غير صالحة تماما، تتنوع بين الحفر والأرض المتربة، أما الملعب فهو شبيه بملاعب فرق الأحياء بالمغرب. وقد سبق أن تحدثنا في عدد سابق عن الصعوبة التي تكتسيها الرحلات داخل القارة الإفريقية، والطقوس التي ترافق عادة المقابلات ومفاجآتها التي تكاد لا تنتهي، من هذا المنطلق، فإن الحضور على الساحة الإفريقية ليس بالأمر السهل، لما يتطلبه من استعدادات خاصة ودعم ضروري من طرف الأجهزة المشرفة على الشأن الرياضي عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، دعم ليس ماليا فقط، بل تقنيا ولوجستيكيا وتنظيميا، يساهم في تخفيف الأعباء على الأندية التي ترغب في المشاركة الإفريقية. وتكمن هذه الصعوبة في كون الأندية المغربية تعاني أصلا من الهشاشة والضعف، خصوصا من الناحية الإدارية والتنظيمية، مما يجعلها عرضة سهلة للمشاكل والهزات، وذلك لعدم قدرتها على مواجهة الحالات الطارئة، وبدون دعم ضروري من الجهات المشرفة عن الشأن الرياضي الوطني، فإن المشاركة القارية تعد مجازفة مفتوحة على كل الاحتمالات. فباستثناء المساعدة التي تقدمها الجامعة فيما يخص تذاكر السفر وبعدد محدود، فالنادي المعني بالأمر مدعو لتدبير أموره بنفسه، خاصة وأننا نعرف الواقع الحالي لكل الأندية الوطنية، بما فيها تلك التي تعودت على المشاركة، وعلى هذا الأساس فإن الأندية المغربية مطالبة مستقبلا بتغيير طريقة التعامل مع الأدغال، ذلك ببعث مبعوثين عنها مهمتهم التأكد من ظروف الإقامة والتغذية، والتنقل، وملعب التدريب، وغيرها من الشروط الضرورية. من الناحية التقنية، فالجامعة وخاصة إدارتها التقنية، لا زالت عاجزة كما قلنا من قبل عن تقديم مساعدة في هذا الشأن، مساعدة تتجلى في تقديم تقارير تقنية وفنية عن كرة القدم بالدولة المعنية، ولما لا حتى بالنسبة للفريق الخصم، وبالإضافة إلى معلومات عن الدولة أو المدينة التي يسافر إليه الفريق المغربي، وذلك بالاستعانة بسفرات وقنصليات المغرب، أو ما يمثل مصالحه في حالة عدم وجود علاقة دبلوماسية، كما أن الجامعة مطالبة بإشعار الاتحاد الإفريقي، مع ضرورة وجود ممثل عن الجهاز الجامعي قصد المساعدة على إيجاد حلول للحالات الطارئة والمستعجلة، نفس الشيء فيما يخص التحكيم والصحافة، ووزارة الصحة، وغيرها من الأجهزة المفروض حضورها، في مثل هذه الرحلات، إذا كنا بالفعل نريد حضورا وازانا على مستوى قارة تعتبر البوابة التي نطل من خلالها على العالم.