مواكبة للأشغال و المنجزات الكبرى التي يشهدها المغرب الحديث هناك مهرجانات هادفة تقام على مدار السنة في الجهات و المدن. و فاسالمدينة العالمة، عاصمة الغرب الإسلامي، تشهد مهرجانات مختلفة الأغراض من موسيقية روحية إلى ثقافة تربوية. و هي وطنية و دولية تعد من الطراز الرفيع . و من هذه نذكر المهرجان الوطني للفيلم التربوي الذي أقيم بفاس ما بين 12 إلى 14 ماي 2011 تحت شعار :” الفيلم التربوي دعامة لمدرسة النجاح”. من تنظيم الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بفاس – بولمان. و جمعية فضاء الإبداع للسينما و المسرح بفاس. هذا المهرجان في دورته هذه يكون قد ختم عقده الأول ( عشر سنوات). و في بداية عقده الثاني أكيد أنه سيرتقي بمشاركيه و أعماله ليكون دوليا ينفتح على التجارب الفيلمية التربوية الأجنبية ليكسب منها مهارات جديدة و معارف كونية إضافية. افتتح المهرجان بقاعة العروض ” بالمركب الثقافي الحرية ” بالنشيد الوطني ” من قبل المجموعة الموسيقية الشبابية: ” عمر الخيام “، الطريف أن القاعة الغاصة بالحاضرين الكبار و الصغار كلهم انخرطوا بحماس في ترديد النشيد الوطني.. تأكدت بعد تصفح الوجوه أنه ليس هناك واحد لم يحفظ نشيدنا الوطني عن ظهر قلب. و حمدت لله على بوادر المواطنة التي بدأت تبعث من جديد في نفوس المغاربة باعتزاز متزايد. كذلك على خشبة العروض نصب عمودين: الأول يحمل” الراية الوطنية” ، و الثاني يحمل” تاج المملكة”. و في خلفية ديكور منصة الحرية و قع التركيز على رسم إحدى أبواب مدينة فاس التي منها ولج المتنافسون في المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس معالم الإقصائيات النهائية لانتاجاتهم الدرامية. أكاديمية تازةالحسيمة تاونات شاركت بعملين اثنين: الأول : عرض في الإقصائيات النهائية الرسمية تحت عنوان “الشرود ” (( L'égaré شاركت به الثانوية الإعدادية مولاي رشيد نيابة تازة. من إخراج الأستاذين: المدني عدادي و عزيز زروقي، و سيناريو: المداني عدادي ، مدته 15 دقيقة ، و موضوعه يتطرق إلى إشكالية الفوارق في الدراسة ما بين القرية و المدينة. و مضمونه: “انتقال الطفل “فريد” إلى القرية لمتابعة دراسته بعيد وفاة أمه، هناك حيث تصدمه حياة مريرة في مدرسة تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية و الترفيهية ” . حاز على “التنويه بجدية العمل. الشريط الثاني القصير تم عرضه على هامش العروض الرسمية ، في برمجة فقرة “البانوراما” و هو تحت عنوان “الواقع” (l'impact) شاركت به الثانوية التأهيلية الكندي نيابة تازة، من إخراج : هشام بل الأخضر ، سيناريو: ربيع رباي، مدته 30 دقيقة و 11 ثانية ، و موضوعه حول محاربة التعاطي للمخدرات ، و ملخصه : “رياض و سعيد و مرزوق ثلاثة تلاميذ ينحدرون من طبقات اجتماعية مختلفة سقطوا جميعا تحت وقع المخدرات التي تهدد بضياع مستقبلهم ، إلا أن تدخل المؤسسة التعليمية في الوقت المناسب أنقدتهم من الخطر ... “ دام المهرجان ثلاثة أيام و قد شمل برنامجه عدة فقرات أخرى منها : “الورشة التكوينية لتقنيات كتابة السيناريو” ، و “عرض في التاريخ العالمي لصناعة السينما” و” ندوة وطنية عن الأندية السينمائية” و” الارتقاء بأدوار الحياة المدرسية” و” مائدة مستديرة جمعت المخرجين الشباب و الصحفيين” و” تكريم الفنان المغربي حمادي التونسي ضمن السهرة الختامية” . لما أعلنت نتائج المسابقة و الكل كان ينتظر من يفوز بالجائزة الكبرى . سألني أحدهم عن رأيي في العروض( الإثني عشر) و من يستحق(؟) ، فأجبته بأن لجنة التحكيم المكونة في جلها من السينمائيين المحترفين قد أصدرت حكمها ، و علينا احترامه و لا يمكنني أن أدلي برأيي فيه. لأني أرجو أن تكون لجنة التحكيم في هذه المسابقة التربوية مكونة من الأطر التربوية المتخصصة للنظر في معالجة الأفكار على الأشرطة الفيلمية حتى لا تكون قد زاغت عن هدفها التربوي.