02 فبراير 2011 في هذا الزمان وقد أصبحت المعلومات التقنية المختصة ذات شعبية في أوساط المجتمعات المختلفة، كان ذلك مصير المعلومات الطبية الخاصة بالأمراض العضوية والنفسية والمجتمعية. وأصبحت هذه المعلومات ملقاة في أفلام وثائقية أو روائية أو سلسلات تلفزية، في مشاهد درامية أو فكاهية أو وثائقية تحسيسية. فالمرض أصبح الآن من المشاهد السينمائية المألوفة فهي تتحدث عن السيدا وعن السرطان وعن مرض السل ومرض السكري والأمراض النفسية... وحتى الأمراض غير المعروفة و النادرة أصبحت تطرح على الشاشة. إن المرض من الضوابط ومن المؤشرات الاجتماعية. وإظهار المرض في السينما يبرز ويكشف عن سمات شخصية المريض وسلوك الأفراد المرضى وعلاقتهم مع المجتمع الطبي وغير الطبي. فالأفلام أمثال: مرض هامبورغ (1979) لبتير فليشمان ومرض ساش (1999) لميشال دوفيل والمريض الانكليزي (1996) لأنطوني منغيلا و الحب العاري (1981) ليانيك بولان و الدكتورة فرانسواز كايلاند (1975) لجان لويس بيرتوشلي، إنها حياتي قبل كل شيء (1981) لجون بادهام... أثبتوا ذلك. وهنا يمتد المرض كمعنى اجتماعي ابعد وكخطاب للمجتمع في بعده الأوسع. والفيلم قد يكون وثائقي محض، أو وثائقي/روائي، أو روائي محض حيث يمثل المرض ويمثل المرضى والأطباء والممرضون في المكان والزمان المحددين. وهكذا يشخص الممثلون دور المرضى الذين يتمسكون بالحياة وبالعيش مع المرض وسط مجتمع معاد للمرض ومشمئز من المريض، اشمئزازا يصل إلى حد النكران في بعض الأحيان. “بسيكوز”(1960) الفريد هتشكوك، “لوف ستوري”(1970) ارتور هيلير، “راين مان” (1988) باري لفينسون، “فيلادلفيا”(1993) جوناتان ديم.... وغيرهم أفلام جرفت كثيرا من الدموع وأدت إلى كثير من الانفعالات. أكثر من ذلك ساهمت في التعريف بالمرض وبالعاهة وبالمشكل المطروح في الفيلم. أكثر من ذلك ساهمت في التكلم عن الطابوهات اللاصقة بالأمراض. أكثر من ذلك ساهمت في الابتعاد عن التأويلات... لقد وضع مخرجو هذه الأفلام المرض وسط سيناريوهاتهم وأصبح المرض الشخصية البارزة والمتسلطة على المريض وعلى الفيلم وعلى المتفرجين. لقد حاورت السينما في عدة أفلام أمراضا تصيب أجهزة في الجسم كالمخ والقلب والمناعة والصدر وأمراض ناتجة عن الميكروبات والفيروسات والأمراض النفسية والأمراض المجتمعية.... وأدت هذه الأفلام دورها كاملا: إن المرض كان شخصية بارزة، ولذلك وظف المخرجون ممثلين كبارا يحبونهم الناس ويعشقونهم ويرونهم مثالا لهم ولأبنائهم وأقربائهم، ممثلين برعوا في تشخيص المرض بكل تفاصيله مثل توم هانكس، دوستين هوفمان، أنتوني بيركينس وهارسون فورد... وغيرهم إن استغلال المرض للسينما كان نافعا، لقد أعطى مفعوله وأكثر. فالسينما أخذت مشعل الكتاب واللوحة والمسرحية... لتشرح المرض ومسبباته وعلاجه وطرق الوقاية منه. ففي هذا خدمة للمرض وللمجتمع و اغناء للسينما. وسنوسع خصائص بعض الأمراض مع السينما في المستقبل