احتضن فضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس بولمان ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بعد وزال السبت 15 يناير الجاري حفل توقيع كتاب “جدلية السياسي والإعلامي في المغرب” لمؤلفه الإعلامي ومدير إذاعة إم ف م سايس .حسن اليوسفي المغاري هذه التظاهرة الإعلامية التي نظمها نادي مستمعي إم إف م سايس بفاس تأتي في سياق الاحتفاء بأحد رموز الصحافة المغربية المسموعة بالجهة ، بمناسبة اصداره لكتابه الأول و تقديرا لدوره البارز في الإعلام المغربي والخدمات التي أسداها من خلال إشرافه على إدارة إذاعة إم فم سايس التي أغنت حقل الثقافة والفن بالجهة. الحفل حضره العديد من الوجوه الثقافية والفنية وبعض رجال الصحافة و الإعلام عرف كذلك تقديم شهادات في حق المحتفى به أجمعت كلها على تثمين التجربة الناجحة للمؤلف وعلى الجرأة الاعلامية التي ميزت مساره وتجربته . وتعاقب على منصة الشهادات كل من عبد الرحيم بلخياط مندوب وزارة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة الذي قدم شهادة في حق الإعلامي حسن اليوسفي المغاري مشيدا بخصاله وبتجربته الإعلامية التي نجحت في ترسيخ إعلام القرب . ممثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية الزميل إدريس العادل أبرز في كلمته الدور الايجابي الذي تلعبه إذاعة إم فم سايس من خلال الارتقاء ببرامجها الى القرب مذكرا باحتلالها الريادة بعد زمن قليل في مجال إذاعة القرب ،وأضاف العادل أن الاذاعة ما فتئت تحتفي بضيوف بارزين في إطار ندوات مفتوحة تستقطب مستمعين من كل الفئات والأعمار . مشيرا الى أن حسن اليوسفي أعطى للإذاعة بعدا قويا في اكثر من مناسبة ، مؤسسا بذلك إذاعة القرب بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث جعل الجميع يستمع إليها من كل المهن والصنائع وأضحت إذاعة كل القطاعات بامتياز . وقدم كل من عز العرب العمراني ،الحاج محمد ملوكي ، محمد الحر،عزيز الوارثي ،محمد أمل الصنهاجي ، محمد ريان،نيابة عن الزميل جواد الرامي “الغائب لظروف صحية “، أم سلمى، أقصبي والطفل هيثم الزهراوي من براعم النادي شهادات في حق المحتفى به معتبرين التكريم عربون محبة ووفاء للرجل ولأعضاء النادي ومنخرطيه، لان المحتفى به كان من الأوائل الذين باركوا وشجعوا مبادرات النادي حيث كلما طرقوا بابه وجدوا الترحيب في كل الأنشطة الخيرية والاجتماعية. المتدخلون أشادوا بالرجل مبرزين تواضعه وإسهاماته في تطوير المجال السمعي حيث استطاع أن يسطع نجمه في المجال الإعلامي من خلال استضافته لشخصيات وازنة في كل المجالات وكذا من خلال خدماته الجليلة التي يقدمها ورحابة صدره وانفتاحه على كل الحساسيات إذ بفضل برامج إذاعة إم إفم سايس الناجحة أصبح للمواطن ارتباط متين بإذاعة القرب . وتميز الحفل بقصيدة جميلة مهداة الى المحتفى به ألقاها الطفل هيثم الزهراوي شدت روح واهتمام الحاضرين وصفق لها الحضور كثيرا. يشار الى أن الإذاعة الجهوية ( إم إف إم سايس) التي تغطي كافة جهات الشمال الشرقي ومنطقة الأطلس المتوسط قد أطفأت شمعتها الثالثة . وقد نجحت تحت إشراف طاقم مقتدر في تقديم أخبار وبرامج ترفيهية للمستمعين في حلة جديدة مع استعمال لغة بسيطة. وتعمل الإذاعة على تعزيز مفهومها المبني على مبدأ القرب الذي نهجته منذ حوالي أربع سنوات من أجل تواصل أفضل مع كافة شرائح المجتمع. وتبث الإذاعة مجموعة من البرامج المتنوعة و تناقش عددا من المواضيع التي تلامس عمق احتياجات المستمعين بالجهة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا الثقافية والرياضية . وتقدم الإذاعة الجهوية (إم إف إم سايس ) دردشات وإهداءات وقراءة في الجرائد الوطنية وإنجاز برامج ممتعة . وظل مديرها حسن اليوسفي المغاري وفيا لما جاء في وثيقة عهد الشرف الصحفي الدولي الذي وضعته لجنة حرية الإعلام وأقره التقرير الاقتصادي والاجتماعي لهيئة الأممالمتحدة عام 1959 الذي يؤكد على ما يلي: ” تتطلب المزاولة الشريفة للمهنة الصحفية الإخلاص للمصلحة العامة، لذلك يجب على الصحفيين أن يتجنبوا السعي وراء منفعتهم الشخصية أو تأييد المصالح الخاصة المتعارضة مع المصلحة العامة أيا كانت الأسباب والدوافع، فالافتراء والتشهير المتعمد والتهم التي لا تستند إلى دليل وانتحال أقوال الغير، كل ذلك يعد أخطاء مهنية خطيرة “. جدير بالذكر أن الإعلامي المغربي حسن اليوسفي المغاري أصدر كتابا تحت عنوان ” جدلية السياسي والإعلامي في المغرب -علاقة الجريدة بالحزب 1930-1996 عن دار آنفو برنت للطباعة والنشر بفاس – المملكة المغربية . ويتقدم هذا الإصدار الذي جاء في 260 صفحة من القطع المتوسط نحو قارئه باعتباره مقاربة تفكيكية لجدلية السياسة والإعلام من الداخل انطلاقا من بنيتها وهويتها التي تخول تقديم محاولة فهم مركزية تأخذ بعين الاعتبار النص الصحفي في امتداداته السياسية والايديولوجية موضوعيا . على ظهر الغلاف نقرأ الكتاب” دراسة ترصد الواقع الإعلامي من خلال تطور المشهد السياسي الحزبي ومحاولة لقراءة متأنية في العلاقة القائمة بين الحزب والجريدة إبان الحقبة الزمنية المؤرخة من سنة 1930 الى غاية 1996 . وتتحدث الدراسة عن المشهد السياسي من خلال قيام الأحزاب السياسية وعن المشهد الإعلامي في شقه المكتوب بإصدار الصحف والمجلات وتقدم لمحة تاريخية عن نشوء الصحافة في المغرب بداية من سنة 1820 وما واكبها من تطور عبر عدة مراحل إبان عهد الحماية الفرنسية والاستعمار الاسباني . كما تعرف بأهم و ابرز الصحف التي كانت لها الريادة في التصدي للمستعمر وتقدم دليلا وصورا لمجموعة من الجرائد التي صدرت خلال الفترة المتحدث عنها .ويبقى العمل في جزئه الأول حسب مقدمة لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس بداية لعمل ثان سوف يتطرق لمرحلة جديدة عرف فيها المشهد السياسي الحزبي تطورات جديدة الأمر الذي سيكون له الأثر أيضا على الصحافة الحزبية. عزيزباكوش